| 0 التعليقات ]

فاجأت ثورة تونس الجميع وأصابتهم بالصدمة والدهول ..ولكي لاتنجح تلك الثورة العظيمة التي لم تشهد المنطقة العربية مثيلا لها فقد كان العسكريين هم أصحاب الانقلابات العسكرية التي قادت التغيير..
الآن تقوم محاولات جادة وقوية من جانب النظم الحاكمة التي سيقلقها ويقض مضاجعها نجاح ثورة تونس والأهم من دلك أن تنشأ أول دولة عربية وشعب عربي في صنع نمودج لدولة ديمقراطية حتي النخاع علي النسق الغربي لأن قيام تلك الدولة سينقل عدواها الي باقي الدول بمنطق لعبة " الدومينو " ولان المجتمعات العربية حبلي بمن يحلم ويطمح للتغيير وتنمو الآن قطاعات عريضة متأثرة بأدوات التكنولوجيا التي قضت علي الايدلوجيات التي حكمتنا طوال قرن من الزمان ..الآن والان فقط اجيال جديدة تتكون وتتأثر بالتواصل عبر الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وتقوم ثورات تلبي احلام وطموحات تلك الاجيال الجديدة كما يحدث في ايران الآن وانتقلت العدوي الي تونس وهنا يجب أن نلفت النظر لما يحدث الآن في الغرف المغلقة وننبه الي الآتي :
أولا : ان المتضرر الاكبر من ثورة تونس وما بعدها من امكانية قيام دولة عربية بالدات علي النسق الديمقراطي هو الانظمة الحاكمة في كل الدول العربية التي استقرت اوضاعها علي المسك بزمام الامور والحكم والسيطرة علي الشعوب التي تبدوا مستسلمة وهي الان تقوم بجهد عبثي ومجنون بالاطاحة بثمرة ثورة تونس واجهاضها وان لم يكن قتلها في مهدها وقطع الطريق علي قيامها بصنع نمودج ديمقراطي  لان دلك سيتناقض مع الاوضاع السائدة في الدول العربية وسيؤثر علي تلك الانظمة بالسلب وسيحرك الشعوب الخامدة تحت سيطرة تلك النظم .
تقوم الآن محاولات مستميتة ومجنونة لاجهاض ثمرة النصر لثورة تونس الشعبية عن طريق الاتصال بقيادات الحزب الحاكم " حزب بن علي " واستمرار الاوضاع القديمة التي كانت سائدة أيام بن علي وبنفس طاقم عناصر حكم بن علي لتستمر الاوضاع علي ماكانت عليه في زمن بن علي واستيعاب احداث الثورة بهدوء ولين حتي تهدأ الامور وتدفع كل الدول العربية الامور في هدا الاتجاه ومن يسمع كلام القدافي الدي قاله اليوم عن احداث تونس  يتأكد من دلك وكدلك استضافة اسرة بن علي في دولة من اكبر الدول العربية .ما يحدث الآن هو ما بعد الثورة من محاولات قتل احلام الثوريين في اقامة دولة حرة يستحقونها بعد تلك الدماء الغالية التي سالت .. وحتي يجري تخويف الشعوب العربية الاخري من نهج نفس الطريقة . لان الخوف اصاب الان الجميع ومن المؤكد أن آثار ماحدث في تونس لن ينتهي أبدا تأثيره علي الجميع .
ثانيا : أن ثورة تونس صفعت بقوة شديدة كل التيارات السياسية والايدلوجيات من أول الاسلاميين ثم القوميين العرب وآثار الشيوعية والناصرية وكل ماساد منطقتنا من ايدلوجيات وتيارات فكرية كلها فوجئت بتحرك شعب تونس وشبابه بلا أي شعار يرفعه مستمد من اطروحات وأفكار تلك التيارات والايدلوجيات مما يعني أنها اصبحت هي الاخري منقلب عليها مثل الانظمة الحاكمة تماما ويعني ايضا ان الاجيال الجديدة من الشباب غير عابيء بل ورافض تماما لتلك التيارات ويراها عقبة في طريق التغيير الدي ينشده وكانت صدمة وصفعة قوية علي وجوه قيادات ومشايخ ومنظري ومفكري كل التيارات الاسلامية والقومية والناصرية والشيوعية بكل اجنحتها واثبات فشلها وهي التي سيطرت علي ادمغة العرب وشعوب العرب ردحا من الزمان بل مند مائة عام ولم تثمر شيئا للشعوب العربية ولم تنجز أي شيء سوي تثبيت دعائم انظمة الحكم التي حكمت منطقتنا ولانها تعيش علي الحشائش التي تنمو عشوائيا تحت اشجار نظم الحكم المختلفة وترضي بأن تقتات بها وتقر بأن تلك هي حصتها من فتات النظم ..بالفعل هي قدمت هدية للنظم المختلفة بأماتتها روح التغيير وروح الثورة والهبوط بسقف التغيير الي اقل القليل والمهم كان سعيها لتجنيد الشباب لاجل مصالح تنظيماتها فقط ..ومن مصلحة الاسلاميين الآن وكدلك من مصلحة القوميين والناصريين والبعثيين والشيوعيين قتل انتفاضة الشعب التونسي العظيم لانها فقط لم تخرج من تحت لواء القوميين والناصريين والشيوعيين وكدلك لم تخرج  من عباءة الاخوان والاسلاميين وحزب النهضة والجماعات الراديكالية الاسلامية التي شغلت المنطقة ردحا من الزمان بالقتل العشوائي والسيارات المفخخة ودفعت بالشباب الي حمل الاحزمة الناسفة وقتل الناس والشعوب وساهمت بدلك في ابعاد وصرف جهود الشباب عن الطريق الحقيقي للتغيير والعمل السلمي وقدمت خدمة للنظم الحاكمة في كل الدول العربية بأن تستمر في مد سيطرتها واستمرار حكمها واستمرار الاوضاع علي ماهي عليه بل وتقليص المتاح من الحريات والديمقراطية من اجل حربها المشروعة والمدعمة من العالم اجمع ضد الارهاب الديني المرفوض من الجميع ..قدمت تلك الحركات الاسلامية المدد والدعم لتلك الانظمة لتستمر تحت حجة محاربة الارهاب بل وتقليص الحريات وتزوير الانتخابات وانظروا الي حاكم اليمن بحجة محاربة ارهاب القاعدة والحوثيين قدم تعديلا الي البرلمان ليسمح بمد حكمه مدي الحياة وطبعا أخد الضوء الاخضر من الدول الكبري لانه يحارب الارهاب المرفوض فكل التيارات الدينية وبكل اجنحتها سواء التي تعمل بالسياسة او تحمل السلاح دعمت استمرار الاوضاع ودعمت في الحقيقة النظم الحاكمة والدي تضرر بالفعل هو الشعوب العربية من الحرب القائمة بين النظم وتلك التيارات وكل شيء مؤجل بسبب تلك الحرب ومنها بالطبع حريته وطعامه وعيشه.. حرب عبثية لاناقة له فيها ولاجمل.. وانظروا معي الي أن اهم سبب لقيام الثورة التونسية هو غياب تلك التيارات عن التربة التونسية وغياب حزب النهضة وغيره فلو كان بن علي دكيا بما يجب لسمح بتواجد حزب النهضة في تونس طوال حكمه ولو فعل دلك ما قامت ثورة تونس لان الدي سيجهضها من الاساس هو اجندة حزب النهضة التي ستعبأ الشباب من اجل مصالح خاصة بتنظيم الاسلاميين الدين يهمهم في الاساس وجود تنظيماتهم لا انتصار مشاريع التغيير المهم رفع شعاراتهم ووجودهم علي الساحة وانظروا الي اخوان الاردن عندما قرروا القيام بمظاهرات في الاردن من اجل انفلات الاسعار طبعا هم في الحقيقة مشكلنهم سياسية مع النظام واستغلوا وضع وواجهة ارتفاع الاسعار وخرجوا في مظاهرات لو نظرت الي كم اللافتات الخضراء التي تحمل شعارات الاخوان كانت بثمنها تكفي لحل جزئي لمشاكل الجماهير غير ان الدي لفت نظري ان التكبير الدي يرفعون به حناجرهم كان عن طريق (مايستروا)  يرفع يده ويصرخ بكلمة ( تكبير ) فأدا بالجميع يكبرون  خلفه ..تدكرت مرة علي مسرح القاهرة عندما كان المطرب عبدالحليم حافظ ومن اجل لزوم تسجيل الاغنية يصرخ بعد الوصلة ويشير للناس في الصالة بأن ينهضوا بالتصفيق الحاد لاجل التسجيل والكاميرات وليظهر صوت التصفيق الحاد في شريط الحفل ..فمظاهرات الاردن اعتبرتها احتفالية مضحكة اقامتها جبهة العمل الاسلامي ليظهروا بلافتاتهم اما م الكاميرات وليست بغرض حمل هم الجماهير المغلوب علي امرها من الجميع ..سواء من النظم الحاكمة او من تلك التيارات..ولكن للاحتفال بتنظيماتهم وكأنه مهرجان احتفالي أو عقيقة أو وليمة ختان لاحدهم !.. والان يجري علي قدم وساق الدفع ممن يريدون اجهاض ثورة تونس يجري الدفع بالشيخ راشد الغنوشي لارجاع عقارب الساعة الي الوراء عشرات السنين وكأن شباب تونس لم يتجاوز تلك المرحلة الظلامية من تاريخه والتي تكاتف فيها نظام بن وكل توابعه من اول حزب النهضة وحتي القوميين والشيوعيين.. يجري الان تجهيز الشيخ راشد الغنوشي واعداد ملابسه وان كان سيرتدي البدلة او الجلابية والعباءة يجري دفعه من الدين يتواطأون الان علي اجهاض ثورة تونس سواء من جانب النظم الحاكمة او مشايخ البترودولار وفقهاء يعملون لحساب المشايخ في قطر والسعودية كلهم يدفعون الآن بالشيخ راشد الغنوشي الدي فوجي ء بالاحداث فاصبح مرتبكا ولم تعد فيه قوة ويحتاج الي منشطات قوية لكي يتجهز للمهمة لكي يهبط بالبارشوت علي ارض تونس ليساهم في البلبلة وتوريط الشعب التونسي لمنع قيام دولة ليبرالية علي النسق الغربي لانها ستضر بالجميع سواء النظم الحاكمة او توابعها من الايدلوجيات والتيارات الاخري.. ولن يصبح لهؤلاء أي عيش أو ارتزاق في وجود تجربة ديمقراطية ليبرالية وسيخفت صوتهم ولن يلتف لهم الشعب التونسي وسيكون الخطر محدقا بكل الانظمة والتيارات العربية بكل الوانها التي لن تجد لها اي عيش في هدا الجو وادا كان وجودهم قائم علي عداء كادب وادعاء التناقض مع النظم فمن الان الدي سيتناقضون معه غير الشعوب ؟؟
واليوم في الجزيرة مباشر استضافوا من الصباح الشيخ راشد الغنوشي والدي لم يتجهز باطروحاته التي عفا عليها الزمن  للمرحلة الحديدة .
كفي عبثا بنا وبمصائرنا يا أصحاب الدجل والكدب من الدين دمروا احلامنا وآمالنا من غيركم.. وآخر جرائمكم هي السودان فقد عبث بها الشيخ الترابي ودمر ماضيها وحاضرها ومستقبلها واوصلها الآن الي هدا الوضع المأساوي وانفصال الجنوب عنه وكدلك اصحاب التشيع السياسي والمدهبي في لبنان يدمرون الان لبنان لصالح الحرس الثوري الايراني واصحاب التشيع السياسي الدي سيدمر المنطقة..
كفي عبثا بنا وارحلوا يا اصحاب الايدلوجيات والاجندات الخاصة ارحلوا عن الشعوب ودعوها تعمل بعيدا عن اجنداتكم فستعرف هي ببصيرتها مصالحها وطريقها  
كتبه : محمد امام نويرة 

0 التعليقات

إرسال تعليق