| 0 التعليقات ]

الآن بعد ان انقشع الغبار عن الرؤية بعد ثورة 25 يناير قليلا ...تبادر الي ذهني سؤال اجده مطروحا بقوة بعد أن ازيلت الحواجز القانونية والنفسية أمام حركة الأخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية... والسؤال هو.. هل خسرت حركة الأخوان بسقوط نظام محمد حسني مبارك أم كسبت ؟؟!!
ان نظام حسني مبارك أفرغ الساحة السياسية تماما أمام حكمه حتي الاحزاب التي اعترف بها واعطاها رخصة قانونية لم تخرج عن حدود مكتبها وجريدتها التي تصدر باسمها ولم يسمح لاي حزب او قوة سياسية ان تتحول الي الشارع فيما عدا حركة الأخوان فهي الوحيدة رغم كل انواع العداء الظاهري كانت موجودة وتتحرك في النقابات والجامعات وكل المحافل وشهدت علاقتها بنظام مبارك مدا وجزرا واستطاعت في اثناء حكم مبارك في الثمانينات ان تصعد بقوة وتفوز باغلب النقابات المهنية وفي الجامعات وفي انتخابات مجلس الشعب والشوري والمجالس المحلية وكانت ذروة نجاحها في انتخابات 2005 لمجلس الشعب حيث حصدت 88 مقعدا فبدا الأمر لبعض المراقبين السياسيين أن ثمة اتفاق سري بين الأخوان ونظام مبارك علي افساح المجال فقط لحركة الأخوان لتتسيد المشهد السياسي وحدها ويترك لها المجال للعمل وفق قواعد تحددها السلطات الأمنية للأخوان واتفاقات مبرمة بين الأمن والاخوان حتي ان تلك الاتفاقات كشفها مرشد الاخوان السابق مهدي عاكف ..!
والسؤال هنا ..لماذا نظام مبارك صاحب القبضة الأمنية القوية يتسامح الي حد معين مع نشاط الأخوان في حين يسحق أي محاولة من اي اتجاه آخر للعمل السياسي وحتي حينما ترشح ايمن نور تم بعد ذلك اعتقاله وسجنه خمس سنوات مورس معه فيها كافة انواع الضغوط حتي اشيع انه تعرض للتسمم في حين يترك معتقلي الاخوان بمنتهي التسامح معهم في المعتقلات ؟؟؟
ثمة طرح من المحللين مفاده أن حكم مبارك اعتمد اساسا في استمرار حكمة ومشروع التوريث ايضا علي ترويج فكرة امام ضغوط الغرب وضغوط الامريكيين لتعديل نظام السياسي وادخال تعديلات ديمقراطية تسمح للاتجاهات الليبرالية بأن تعمل وفق آليات ديمقراطية وهذه الفكره أن البديل القوي لنظام حسني مبارك المتحالف مع الغرب هو وصول الأخوان للسلطة في حال تخلي حسني مبارك عن السلطة او لو طبقت الديمقراطية فستأتي بالأخوان !!.. وتم اظهار الاخوان من قبل السلطة والآلة الاعلامية ببعبع الأخوان وتحويلهم الي فزاعة في نفس الوقت الذي ركن الاخوان الي اظهار انفسهم بتلك الصورة المخيفة للجميع وخصوصا تصريحاتهم المتكررة في حال وصولهم للحكم بل قاوم تنظيم الاخوان اي محاولات من الاصلاحيين داخل تنظيمهم لتحسين تلك الصورة لصالح تغيير الصورة النمطية و الصورة الراديكالية المشهورة عنهم واستراح الأخوان للأسف للحياة في المربع الذي رسمه وحدده لهم نظام مبارك وأن يكونوا فزاعة تخوف الجميع والمهم عندهم وفي نظرهم حصولهم علي مكتسبات من وجهة نظرهم تتمثل في وجودهم علي الساحة وحدهم واظهار انهم اقوي الاتجاهات وحصولهم علي مكاسب كثيرة مثل نجاحهم في الاستيلاء علي نقابات مهنية ومقاعد برلمانية وهذا يعتبر في حد ذاته من وجهة نظرهم مكسبا وانتصارا لهم في نفس الوقت الذي يحققون لنظام مبارك خدمة جليلة بأن يلبسوا رداء الذئب ليثيروا الفزع عند الآخرين ..الي درجة علاقتهم وتحالفهم السري بينهم وبين نظام مبارك والتعاون مع الجهاز الامني له والذي يطب منهم علو وصعود مطلوب منهم في بعض الفترات لامر ما.. وفي اوقات اخري مطلوب اختفائهم ..لم يفهم الاخوان قواعد اللعبة من نظام مبارك وبدا فقط انهم يشتبكون معه ويتصارعون لكن الحقيقة انهم بكل سذاجة ينفذون اجندة نظام مبارك الديكتاتوري ويتعاونوا سويا في سحق اي حزب او اتجاه بدا انه ينموا او يكبر مثلما بدا هذا التعاون في ضرب حزب الغد وايمن نور !وفي نفس الوقت ساهموا بتأخير الديمقراطية لانها ستأتي بهم !
كان الاخوان وحدهم في الساحة برضاء من نظام مبارك ومن وجهة نظرهم انهم حققوا جملة مكاسب في الحصول علي بعض النقابات ومقاعد مجلس الشعب ومارسوا هذا النشاط وهم علي صورتهم التقليدية كجماعة ظاهرة لكنها تخفي تنظيمها عن الاعين فلا يعلم احد ما الذي يتم في اجتماعاتهم او انفاقهم او مصادر اموالهم وتم كل ذلك في ظل تسامح من نظام مبارك الذي اراد بهم ان يوظفهم لصالحه فهل فهم الاخوان اللعبة ؟؟
بالأضافة الي ان تعرضه للاعتقال يجعلهم يظهرون بمظهر الضحية المظلومة مما يعطيهم بريق ويكسبهم تعاطف من الشعب المصري الذي يكره الظلم ويتعاطف مع المظلوم وكان ذلك رافد مهما لشعبيتهم ..والآن هم مثل اي فصيل سياسي عليهم بذل جهد لاقناع الناس بهم عن طريق برامجهم واداؤهم فاقدين لميزة التعاطف الشعبي لهم كضحايا ابرياء... 
والآن بعد سقوط مبارك وقيام ثورة لم يبدأوها هم ولكنهم حاولوا وضع اليد علي بقعة من ارض ميدان التحرير لعلها تؤسس لهم في المستقبل الجديد وتصالح معهم الوضع القائم فهل سيكون المستقبل في الامد المنظور لصالحهم ؟؟
انهم بلا شك سيزاحمون قوي اخري ملأت الساحة وستظهر احزاب تمثل الشباب الجديد وستخرج الاحزاب الضعيفة هي وكل القوي المحجوبة كالناصريين والقوميين  والليبراليين وكل القوي ستتحرك الآن في الشارع وستظهر بجوار الاخوان قوي من الاسلام السياسي اخري.. بدا ذلك من خلال تحركات للجماعة الاسلامية وربما الجهاد ليتحولوا الي احزاب وكذلك هناك قوي وتيارات دينية مسالمة مثل تلك التي تتأثر بالشيخ عمرو خالد وبعض السلفيين المعتدلين ظهروا مع شباب الثورة حتي صار الآن وبدا ان ثمه مزاحمة علي الارضية الدينية التي كان الاخوان وحدهم فقط يستولون عليها ..كل تلك المتغيرات في الساحة ستزاحم الاخوان بعد ان كانوا لوحدهم فقط بفضل نظام مبارك عليهم اضف الي ان الاخوان الآن مطالبين باقامة حزب سياسي  مدني وهذا الاستحقاق لم يكن يطلب منهم سابقا فتقليديا أن الاخوان يحاربون فكرة ان يتحولوا الي حزب سياسي يخضع للقانون الكاشف لهم ويخضع لرقابة الاجهزة والمجتمع المدني ويعلم مصدر امواله واوجه انفاقه وكذلك في الاهم هو عدم السيطرة علي عضوية من يريد الانضمام الي حزبهم فمعروف انهم في الوضع القديم كانوا ينتقون من يريدون ضمه الي تنظيمهم اما في العمل الحزبي القانوني لن يسمح لهم رفض عضوية اي قبطي او علماني او امراة سافرة او غيرها ؟؟؟!!
فهل فعلا خسر الاخوان بسقوط نظام حسني مبارك ؟؟؟؟!
كتبه محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق