رد علي مختار نوح وانتخابات الاخوان وتوم وجيري

ردا علي الاستاذ/ مختار نوح عن مقاله في جريدة الدستور العدد الاسبوعي23ديسمبراعن لائحة الاخوان وتعديلها

سيدي ..عن ماذا تتكلم بالضبط ؟...عن لائحة للاخوان المسلمين وتقترح تعديلها وتقترح انشاء سلطة تشريعية وسلطة قضائية داخل الاخوان ؟..يا سلام ايه العظمة دي ؟؟اقتراحات ظاهرها البراءة وباطنها الغش والتدليس من شخصيات الفت الخداع والتمويه تلك تربية مقررة بانتظام داخل هذا الشكل الهلامي ..لماذا ؟ ..لانه يؤكد وينطلق من نفس ارضية الذين بنوا فكرة وتنظيم الاخوان علي انه تنظيم موازي للدولة والمجتمع ومستقل عن الخارج وعلي العزلة الشعورية او الواقعية التي يعيشها التنظيم ..وكأن في مصر دولتان دوله يعيش فيها المصريون بكل اطيافهم واهالينا الطيبيين والغلابة الذين لا يتابعون هذا الشي المسمي تنظيم الاخوان ..ودولة اخري انشأها حسن البنا المدرس الابتدائي في مدارس الاسماعيلية ..في وضع جغرافي وسياسي اشبه بدولة الفاتيكان داخل ايطاليا وروما ؟!....وهل ياسيدي بعبقريتك الفذة واقتراحاتك التي لا تطرح علاجا ناقعا يستأصل المشكلة التي ارتبطت بظهور جماعة الاخوان وما تبعها من تنظيمات متطرفة خرجت من البنية التنظيمية والفكرية للاخوان..وتكون باقتراحاتك قد حللت مشكلة ومأزق الاخوان كتنظيم مهاجر دائما عن المجتمع والدولة الي تنظيم خاص بأفراد مهاجرون نفسيا وعقليا وذهنيا اليه ..بهذا تكون قد حللت المعضلة التاريخية التي وقع فيها تنظيم الاخوان منذ نشأته الاولي وعمق خطواته المرسومة بصورة فجة النظام الخاص الوليد الغير شرعي لتنظيم الاخوان المسافر والمغترب بعيدا عن الوطن والمجتمع وأولد فكرة جهنمية انبتت كل جماعات العنف بعدذلك في الخصام مع المجتمعات والدول الاسلامية عموما والصدام معها في برنامج تصاعدي يستغل قوانين المجتمعات السارية ليخترق المؤسسات والنقابات ليبدأ في فكرة تحطيم وتدمير نظم الدولة والمجتمع لصالح تنظيم موازي للدولة والمجتمع.. تلك الفكرة الجهنمية التي اهتدي بها واليها كل منظري وزعماء الجماعات التي ظهرت بعد ذلك واستخدمت العنف بلغة صريحة بدون مداهنة ونفاق تنظيم الاخوان الذي يبطن داخله كل افكار جماعات العنف والتي بدأها الشيخ حسن البنا واوجد زيا خارجيا لتلك الافكار بلون هاديء ومتملق ثم كشفه النظام الخاص بصراحه ( لانه المترجم الحقيقي لافكار الشيخ حسن البنا التي كان يبطنها كما سمعت شخصيا من قادة التنظيم الخاص وموجود ذلك في كتاباتهم مثل احمد عادل كمال وغيره )وبعد ذلك نظريات سيد قطب التي عمقت فكر حسن البنا بصورة ظاهرة وبغير رداء للتمويه..فكرة تنظيم الاخوان الاولي التي بدأها حسن البنا وايجاد ثنائية متناقضة وتنظيم موازي للمجتمع القائم وللدولة القائمة ثم اتلاف وتدمير مؤسسات الدولة المتخاصمة مع تنظيم الاخوان ..وهذا هو الذي يحدث الي اليوم فتنظيم الاخوان يدخل البرلمان والنقابات والانديه ليستحوذ عليها ويفرغها من الداخل لاضعاف دور الدولة والمجتمع لصالح تقوية التنظيم ومن ثم يأتي الانهيار سريعا للدولة ومؤسساتها ليستلم تنظيم الاخوان الارض الخراب ليحولها علي يدية الي ارضا تترسم علي ثراها برامج ورؤية الاخوان في الدولة الاسلامية من وجهة نظرهم والتي يرفضها كل عاقل...وكان علي تنظيم الاخوان اذا اراد فعلا اصلاح الاوضاع المتردية علي طول الاراضي الاسلامية ان يساند المجتمعات القائمة والدول والنظم ويتعاون معها متنكر لمصلحته الخاصه اي مصلحة التنظيم التي اراد منشئوه ان يكون فوق المشروع الذي ينادي به واصبح التنظيم هو الهدف والغاية بدلا من ان يكون وسيلة للوصول الي الهدف فأذا تحقق الهدف السامي بحل التنظيم نفسه فليكن ؟؟..كان علي التنظيم بدلا من فكرة الاستحواذ والاستيلاء علي المؤسسات ليفرغها من الداخل لصالح التنظيم ان يتنكر لنفسه ويصلح تلك المؤسسات من الداخل لتقوم بدورها الذي صنعتها الدولة والمجتمع من اجله وتقوية النظم الحالية والدول التي تمثلها بدلا من الصدام الذي اضعف تلك النظم في كل محاولاتها حتي ولو كانت قليلة وتتعاون مع تلك النظم لصالح الشعوب ويكفي للتدليل علي ذلك ماحدث مع نظام عبدالناصر ومع انه في البداية كان يعتبر نفسه منهم الا انه بسبب تلك الرؤية التي قلتها والتي تحكم الاخوان منذ البداية كانت مصلحة التنظيم اكبر واعلي من ان يتنازل الاخوان عن تنظيمهم واعلائه حتي ولو من أجل مصلحة الشعوب الحقيقية.. وتم الصدام مع نظام عبدالناصر الوليد وخسر المجتمع والدولة والناس ثمرة تعاون بينهما لو تم لكان انجاز الثورة اكبر واعمق .
لوكانت افكار الاخوان الاولي مهدت للتنظيم منذ البداية وصنعت اهدافا ومناخا للتعاون مع مؤسسات المجتمع ومع اصحابه وقادته الموجودون وحتي ولو كانوا ليسوا بالصورة المطلوبة لكن علي الاقل أنتجت تلك الروح التصالحية بين التنظيم والدولة والمجتمع ثمرة تعاون لصالح شعوبنا العربية والاسلامية لان التخلف الذي نعيشه ليس ابداع النظم الحاكمة فقط ولكنه تركه ثقافية رديئه كان اولي ان تصب الجهود لازالتها بالتعاون بين الطرفين ..لكن تنظيم الأخوان منذ انشائه يسير في اتجاه عكسي مع حركة المجتمع وصنع ازداوجية وثنائية ثقافية احدثت خللا وانشقاقا في رؤية المجتمع ككل مماعطل مسيرة التنمية الثقافية والاجتماعية والعلمية بسبب تعدد الرؤي داخل كيانات ونخب المجتمع في قضية التنمية وعلاج قضية التخلف والموقف من الغرب والخارج وحوار الحضارات والديمقراطية .
سيدي انت تريد أصلاح لائحة الاخوان وتضيف بعدا يعمق حالة الانشقاق بين تنظيم الاخوان والدولة ومعها المجتمع بان ينشيء الاخوان مجالس تشريعية ومجالس قضائية داخل تنظيم الاخوان وتعتقد ان ذلك سيحل المشكلة ؟؟..لا ياسيدي انت تعمق المأساة اكثر نحن نريد التاكيد علي سلطة الدولة والمجتمع بان يتوحد الاخوان مع المجتمع ومؤسساته واحزابه ويجد صيغة قانونية يتواجد من خلالها لكي يخضع الاخوان للقانون الرسمي والدستور القائم الذي ينظم حركة المجتمع وارتضاه الناس .. لو تم ذلك لكان الذين يطعنون في انتخابات الاخوان الداخلية الان لهم الحق في اللجوء الي نصوص الدستور المصري والقضاء الاداري حتي يكون الاخوان بلوائحهم الداخلية تحت سلطة المجتمع ومؤسساته ودولته مهما كان الخلاف معها لايجوز ان نرضي ونؤكد علي وجود كيان او تنظيم او (دولة وهمية) غير قانونية ولا شرعية لها قانونها الخاص تتحاكم اليه بعيدا عن القانون والدستور الذي يتحاكم اليه المجتمع والدولة القائمة ..كان عليك ان تنادي ان يخرج الاخوان من تلك الحالة التي اصابت المجتمع المصري وكل المجتمعات الاسلامية التي انتشر فيها تنظيم الاخوان ومن اقتفي اثرها تلك الحالة الثقافية الخطيرة وهو ايجاد القبول بوجود كيانات وكانتونات خاصة لمجموعات بعينها تتحاكم الي قانونها الخاص بدلا من وحدة المجتمع وافراده في الرجوع الي قانون موحد ودستور موحد مهما كان عواره فهو افضل الف مرة من ان يصاب المجتمع بتلك الازدواجية في الرؤية والتطبيق وينقسم افراد المجتمع الي فريقين فريق يتبع الدولة والمجتمع ودستوره وقانونه ومؤسساته وفريق اخر لا يقر بالمجتمع والدولة ولا مؤسساتها ويوجد له تنظيم او كانتونات او كيانات خاصة تخترع وتبتكر لوائحها الخاصة.. وللاسف فان النظم الحاكمة لا تعارض ذلك بجدية لتحقيق مكاسب سياسية تدعم وجود وبقاء النظم وبسبب انها تقبض الثمن من وجود نزاع ومعارك مصطنعة مع حركات متطرفة الفكر تتخاصم مع المجتمعات والمدنية الحديثة لعوامل كسب سياسي رخيص ان يستمر الدعم الخارجي لتلك النظم من اجل حربها مع الارهاب الذي يعادي الداخل والخارج الغربي والامريكي والدولي وفي اهدأ صوره يتخاصم مع قيم المجتمع الدولي والسلم العالمي ! ..تلك الصورة المخيفة وكأنها " دراكولا "والتي وضعت فيها كل التنظيمات الاسلامية نفسها بايمان عميق بصورتها الكريهة التي أبدعتها وساهمت النظم الحاكمة من اجل عشق السلطة في تعميق تلك الصورة لتخيف العالم الخارجي من الخطر الداخلي..وتقوم تلك الحركات والتنظيمات برضا نفس بالعيش في تلك الصورة وكهوف من صنعها هي لتعمق ما يراد لها واستمرار الصراع بين الاخوان أشبه بكارتون الاطفال " توم وجيري " ولو التهم توم جيري مرة لتوقف انتاج تلك الافلام المسلية ولاصبح توم وحيدا معرضا للموت !
سيدي كان يجب منك ان تنادي بان يتخلص الاخوان من افكارهم القديمة ويقبلوا بالعمل السلمي ويقبلوا بلعبة الديمقراطية والعمل السياسي والاندماج في المجتمع والتواجد القانوني والتخلي عن ميراث العظمة والغرور والخصام مع المجتمع والدولة لانهم ليسوا احسن حالا سواء علي المستوي الاخلاقي او السياسي من كيانات اخري فلما اذن ذلك التسامي والغرور والتعالي عن الاخرون !..وكان يجب ان تدعوهم الي التعاون بصدق وشفافية بدلا من الانتهازية السياسية التي تحكمهم ويخرجوا من الاستمتاع بدور "الفزاعة وابورجل مسلوخة وامنا الغولة" والتي تخيف الاطفال والناس والعالم وتصطلح أولا مع نفسها ومع افرادها وتقبل بالخلاف الداخلي بدلا من ان تتخلص من صاحب اي رأي داخلي وهو اخوان ايضا كيف لايقبل تنظيم الاخوان اختلاف الراي من اخوان مثلهم فكيف اذن سيقبلون باي مختلف معهم من خارج الاخوان مهما كان توجهه السياسي حزب وطني او وفد او وسط اواقباط أو أي اتجاه اّخر؟؟.. كيف سيحلون مشكلتهم ومسئوليتهم عن الصورة التي يرسمونها الان في انتخابات داخلية مزورة وانقلاب داخلي كيف سيقنعون الاخرون بان يقبلوهم وهم يعلمون ان الاخوان لو وصلوا الي الحكم سيطبقون ما يحدث الان داخلهم علي المجتمع والدولة...اما ان يتغيروا اويكفوا كما ينادي بعض قادتهم التاريخيين مثل القرضاوي واحمد عادل كمال وغيرهم بأن يكفوا عن تعاظي السياسة وانا أدعوهم لذلك ايضا ويركزوا علي نشاط تغسيل الميت وتكفينه وتلقينه الشهادتين وتحفيظ الاطفال القران الكريم وهذا عمل كريم بدلا من تعطيل نمو المجتمع بذلك التشرذم الذي سببوه.. حالهم كحال عربية نقل زلط قديمة متعطلة علي الطريق العام وتعطل وراءها كل السيارات التي تريد السفر والترحال والحركة !وذلك هو الذي يدعونا الي التمسك بالنظام الحالي الذي نعيش فيه اذا خيرنا بين الامرين لاننا علي الاقل نعلم ما بأيدينا اما القفز مع المجهول المخيف المرعب ويحدث مثلما يحدث الان داخل النظام الايراني لانه صورة مكبرة لاحداث الاخوان فقد زوروا الانتخابات في ايران لصالح الباسيج ومشايخ " النظام الخاص " الايراني علي طريقة اخوان مصر ثم ادعو ان التزوير لصالح الاسلام ! والان يحاربون الاصلاحيين في ايران بمنتهي الظلم والتعسف والابادة ..الا تبا لكل مشاريع الظلم والغرور وأدعاء الطهارة الثورية والنقاء العرقي للبعض داخل تلك النظم انها روح هتلر وموسوليني والنازية والفاشية تعود من جديد وتتقمص الاسلاميين مع ادعاء واحتكارالمثالية والسامية ورؤية ان هناك طائفة مخلصة ونقية ! هي الاضمن للحفاظ علي مصلحة الدعوة !!..وكم من الجرائم ترتكب باسم الدعوة ..
سيدي هل يقبل احد اقتراحاتك التي تغازل بها مكتب الارشاد الجديد لكي تعود مرة اخري في دور تصنعه لنفسك الان بانك قادر علي تنظير وتقنين مايريد النظام الخاص الذي استولي علي سيارة الاخوان "النص نقل "ووراها كام توكتوك !! عاوز تركب توكتوك معاهم ياعم اركب واشعبط حتي علي الرفرف كما يقولون !!
هل من الممكن في اي مجتمع ان يطالب احد من افراد اي مجموعة خارجة عن النظام العام وقانون الدول والدستور ( جتي لو هيه رافضاه امال هتطبق قانون ايه ؟ ) وبعدين نطالب بتطبيق اللائحة الخاصة بتلك المجموعة ؟؟ يعني مثلا فريق كورة شراب او عصابة من العصابات ( مع الاختلاف طبعا وانا فقط بضرب مثل لتقريب الفكرة ) هل لو عصابة اخرجت منها احد باوامر من رئيس العصابة هل ممكن هذا الفرد الذي خرج يذهب الي محكمة القضاء الاداري ويطالب بعودته الي تلك العصابة بحكم محكمة...طبعا ده مش ممكن يحصل ؟؟
اذن ياسيدي الحل الافضل لك ولغيرك ان يندمج الاخوان في قانون المجتمع ودستوره بدلا من الرضا ان تعيش جماعة الاخوان في صورة العصابة الخارجة علي القانون( وبتتزفلط زي القرموط ) من اي استحقاقات (والزفلطة دي قانون بتوع النظام الخاص ) اللي عملوا انقلاب الان برضا ومباركة اللي بيدوا العصابة اي عصابة رخصة شفهية ليشتغلوا في الممنوع ويقسموا المكسب مناصفة ..صح الكلام اتفهم كلامي ياريت ولا انا بكلم ........؟؟.. لالا طبعا كلكوا اساتذة وانا اللي مش فاهم .!! مش كده واللا ايه ؟ ياولاد الايه ؟؟؟
كتبه : محمد امام نويرة