هل نجح الاسلاميون في ادارة ملفات واستحقاقات الدولة الوطنية؟
سؤال مهم اذا ما نظرنا الي تجارب الاسلاميين في السودان وباكستان وافغانستان ومن قبل تركيا وماليزيا..
الحركات الاسلامية رهينة نظرة متعالية علي الواقع المادي لادارة فكرة الدولة الحديثة ولطبيعة التفكير الرجعي بمعني البحث عن حلول سلفية تاريخية لواقع مستحدث بكل قضاياه المعقدة...
طبيعة الدولة الاسلامية قديما كانت تعيش في عالم مختلف تماما عن عالمنا ناهيك عن التشوه الذي صاحب التجربة الاسلامية بعد انقلاب الامويين واستلابهم الحكم واسلوب حكمهم التسلطي المستبد والدكتاتوري وقتل المعارضين يكفي شهادة جيل الصحابة في موقفهم من حكم معاوية وبالذات في قضية التوريث لابنه يزيد في حال حياته ورفض العبادلة في المدينة وخروج الحسين رضي الله عنه تحت وطأة مطالبة الناس لرفض الخروج علي الاسلام في نظام ادارة الدولة في قضية مبتدعة وهي توريث الحكم للابناء واخذ البيعة لهم ..
بعدها لم يحدث تتطور للفكر الاسلامي بعد انقلاب معاوية وحتي الآن تخلو المكتبة الاسلامية من اي رصيد يذكر في الفقه السياسي اللهم الا بعض الكتب المحدودة والتي لم تاتي بجديد مثل كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وكتاب السياسة الشرعية لابن تيمية ولم يكن فيهم اي جديد مبتكر بل هو تسجيل فقط لواقع الحكم في الدولة خاف العلماء ان يتكلموا في السياسية ويبدعوا فيها وبالتالي يحدث تتطور في الفكر السياسي مثلما حدث في الغرب لان دولة معاوية تحت حجة مطاردة المعارضين من اتباع سيدنا علي بن ابي طالب والحسين لم تسمح لاي تناول لموضوع سياسي ومن الغرابة ان تجد كم رهيب من مواضيع متكررة في فقه العبادات وفقه الوضوء والطهارة تملأ المكتبة الاسلامية وتستغرق العلماء والمفكرين ولا تجد حديثا يذكر في النظام السياسي ونظم ادارة الدولة سياسيا خوفا من الملاحقة والمطاردة الامنية لهم..
وهكذا تأتي الحركات الاسلامية تحت دعوي حلم ماضوي عن شكل هلامي فشل تاريخيا وتحلل وهو نظام الحكم للدولة الاسلامية ولم تسمح الحركات الاسلامية وتفتح الابواب لقيام حركة نقدية تاريخية لمجمل التجربة السياسية وايجاد حلول للواقع المستجد سوي الانقياد مضطرين لابداعات الغرب في السياسة وتتعامل مع الديمقراطية الحديثة علي انها بدعة دينية وخروج علي الاسلام..
وهكذا الآن في مواجه المشاكل الحديثة للدولة الوطنية ووجود الاسلاميين في السلطة هل يكفي الانتماء التاريخي فقط ؟؟ وهل تفيد النماذج السياسية القديمة في ايجاد حلول لواقع معقد...
يكفي ان اقول ان مشكلة انشاء سد اثيوبي علي منابع النيل اول تحدي خطير لكيفية ادارة الاسلاميين للدولة الحديثة لقوم يأتون من اعماق التاريخ الاسلامي محملين باوزار القوم تاريخيا ليستعيدوا بها مجد غابر ...هل يستطيع الاسلاميين ادارة الازمة الحالية وكل الازمات التي تحيط بمشاكل الدولة الوطنية ؟ ..ام ستتعرض تجربتهم للانتكاس مثلما حدث من اسلاميين السودان التي ادت الي انفصال الجنوب وبعده في الطريق دارفور وغيرها ؟؟
لقد صدم اقرب الاصدقاء من تدني وتواضع الحركات الاسلامية في كيفية ادارة الدولة واكتشف الجميع انه لايوجد تحت القبة شيخ كما يقال واكتشف الذين يقرأون الفاتحة ليل نهار عند قبة الشيخ أنه لايوجد شيخ ما هنا تحت القبة !
حتي الامريكان الاصدقاء للحركات الاسلامية ذهلوا من تواضع الامكانيات وفقرها..
هنا اري ان الازمة تطال الجميع فسيطرة نظام عسكر منذ 52 بطريقة فاشية لم تسمح بظهور وتدريب كوادر مبكرا لدي المعارضة او التيارات المعارضة وحتي الآن لايوجد حزب وحد او اتجاه قادر علي ادارة الدولة بكل تعقيدات المشهد الحالي..
لكنني اري علي المدي البعيد ظهور تيارات اخري من النسيج الحالي تخرج بمشروع ناضج متقدم لادارة الدولة..
استمرار المد الثوري هو ضمانة لايجاد اجيال جديدة تعد من في خضم الاحداث لادارة الدولة وصياغة مشروع عام لكيفية النهوض بدولة في حجم مصر لتقود بدورها المنطقة كلها...
مايحدث الآن ليس طبعة أخيرة لكنها اول تجارب خروج الجماهير لادارة حياتها بعد انسحاب تاريخي وتفويض للزعماء التاريخيين والحكام الديناصورات...
فحتي الديناصورات اختفت تاريخيا من الحياة علي الارض لانها فشلت في التكيف مع المستجدات المناخية وانقرضت تماما وهذا ماسيحدث في السياسة ايضا..
مقال كتابة : محمد امام نويرة
سؤال مهم اذا ما نظرنا الي تجارب الاسلاميين في السودان وباكستان وافغانستان ومن قبل تركيا وماليزيا..
الحركات الاسلامية رهينة نظرة متعالية علي الواقع المادي لادارة فكرة الدولة الحديثة ولطبيعة التفكير الرجعي بمعني البحث عن حلول سلفية تاريخية لواقع مستحدث بكل قضاياه المعقدة...
طبيعة الدولة الاسلامية قديما كانت تعيش في عالم مختلف تماما عن عالمنا ناهيك عن التشوه الذي صاحب التجربة الاسلامية بعد انقلاب الامويين واستلابهم الحكم واسلوب حكمهم التسلطي المستبد والدكتاتوري وقتل المعارضين يكفي شهادة جيل الصحابة في موقفهم من حكم معاوية وبالذات في قضية التوريث لابنه يزيد في حال حياته ورفض العبادلة في المدينة وخروج الحسين رضي الله عنه تحت وطأة مطالبة الناس لرفض الخروج علي الاسلام في نظام ادارة الدولة في قضية مبتدعة وهي توريث الحكم للابناء واخذ البيعة لهم ..
بعدها لم يحدث تتطور للفكر الاسلامي بعد انقلاب معاوية وحتي الآن تخلو المكتبة الاسلامية من اي رصيد يذكر في الفقه السياسي اللهم الا بعض الكتب المحدودة والتي لم تاتي بجديد مثل كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وكتاب السياسة الشرعية لابن تيمية ولم يكن فيهم اي جديد مبتكر بل هو تسجيل فقط لواقع الحكم في الدولة خاف العلماء ان يتكلموا في السياسية ويبدعوا فيها وبالتالي يحدث تتطور في الفكر السياسي مثلما حدث في الغرب لان دولة معاوية تحت حجة مطاردة المعارضين من اتباع سيدنا علي بن ابي طالب والحسين لم تسمح لاي تناول لموضوع سياسي ومن الغرابة ان تجد كم رهيب من مواضيع متكررة في فقه العبادات وفقه الوضوء والطهارة تملأ المكتبة الاسلامية وتستغرق العلماء والمفكرين ولا تجد حديثا يذكر في النظام السياسي ونظم ادارة الدولة سياسيا خوفا من الملاحقة والمطاردة الامنية لهم..
وهكذا تأتي الحركات الاسلامية تحت دعوي حلم ماضوي عن شكل هلامي فشل تاريخيا وتحلل وهو نظام الحكم للدولة الاسلامية ولم تسمح الحركات الاسلامية وتفتح الابواب لقيام حركة نقدية تاريخية لمجمل التجربة السياسية وايجاد حلول للواقع المستجد سوي الانقياد مضطرين لابداعات الغرب في السياسة وتتعامل مع الديمقراطية الحديثة علي انها بدعة دينية وخروج علي الاسلام..
وهكذا الآن في مواجه المشاكل الحديثة للدولة الوطنية ووجود الاسلاميين في السلطة هل يكفي الانتماء التاريخي فقط ؟؟ وهل تفيد النماذج السياسية القديمة في ايجاد حلول لواقع معقد...
يكفي ان اقول ان مشكلة انشاء سد اثيوبي علي منابع النيل اول تحدي خطير لكيفية ادارة الاسلاميين للدولة الحديثة لقوم يأتون من اعماق التاريخ الاسلامي محملين باوزار القوم تاريخيا ليستعيدوا بها مجد غابر ...هل يستطيع الاسلاميين ادارة الازمة الحالية وكل الازمات التي تحيط بمشاكل الدولة الوطنية ؟ ..ام ستتعرض تجربتهم للانتكاس مثلما حدث من اسلاميين السودان التي ادت الي انفصال الجنوب وبعده في الطريق دارفور وغيرها ؟؟لقد صدم اقرب الاصدقاء من تدني وتواضع الحركات الاسلامية في كيفية ادارة الدولة واكتشف الجميع انه لايوجد تحت القبة شيخ كما يقال واكتشف الذين يقرأون الفاتحة ليل نهار عند قبة الشيخ أنه لايوجد شيخ ما هنا تحت القبة !
حتي الامريكان الاصدقاء للحركات الاسلامية ذهلوا من تواضع الامكانيات وفقرها..
هنا اري ان الازمة تطال الجميع فسيطرة نظام عسكر منذ 52 بطريقة فاشية لم تسمح بظهور وتدريب كوادر مبكرا لدي المعارضة او التيارات المعارضة وحتي الآن لايوجد حزب وحد او اتجاه قادر علي ادارة الدولة بكل تعقيدات المشهد الحالي..لكنني اري علي المدي البعيد ظهور تيارات اخري من النسيج الحالي تخرج بمشروع ناضج متقدم لادارة الدولة..
استمرار المد الثوري هو ضمانة لايجاد اجيال جديدة تعد من في خضم الاحداث لادارة الدولة وصياغة مشروع عام لكيفية النهوض بدولة في حجم مصر لتقود بدورها المنطقة كلها...
مايحدث الآن ليس طبعة أخيرة لكنها اول تجارب خروج الجماهير لادارة حياتها بعد انسحاب تاريخي وتفويض للزعماء التاريخيين والحكام الديناصورات...
فحتي الديناصورات اختفت تاريخيا من الحياة علي الارض لانها فشلت في التكيف مع المستجدات المناخية وانقرضت تماما وهذا ماسيحدث في السياسة ايضا..
مقال كتابة : محمد امام نويرة





















0 التعليقات
إرسال تعليق