الدرس الاول....من رمضان
هو ان يعود الانسان الي انسانيته الاولي حرا..كما خلقه الله ..لايخضع لسلطان ولا جماعة او فرد او حزب او تيار علي حساب اغتصاب حر يته او سلب شخصيته وكرامته ..الدرس الاول من رمضان ان يعود الانسان كما بدأ ..حرا لايخضع لسلطان ايا كان حتي لشهوته او اذلاله بالطعام والغذاء او الكساء والشراب ..ان يعود الي انسانيته الاولي التي خلقه الله عليها..سيد نفسه..الكون كله مسخر له..
ان الكون كله والتاريخ والاحداث تمضي وتسعي سعيا حثيثا ومؤكدا وقويا الي قيم السماء وقيم القران العظيم.واي حقيقة اخري غير ذلك ..ستسقط حتما وستصير الي الزوال لانه قانون سماوي ان التاريخ والاحداث تمضي الي زوال اي حقيقة اخري غير قيم السماء والقران من العدل او الحريه ( حريه الانسان ).يسعي التاريخ والاحداث لتؤكد تلك الحقيقة وهي مجبرة ومدفوعة ..وانظروا علي سبيل المثال الي الاتحاد السوفييتي والكتلة الشيوعية التي حكمت اكثر من نصف العالم بشعارات ونظرية براقه فيها من الحقيقة الكثير لانها تسعي الي

رفع الظلم عن الكادحين والفقراء والمعدومين واخذ حقوقهم المسلوبة من الاثرياء الذين اثروا علي حساب مص دماء الفقراء والمعدومين والفلاحين والعمال المحرومين من اي حقوق انسانية... لكن تلك النظرية وتلك الكتلة الشيوعية وعلي رأسها الاتحاد السوفييتي سرعان ما انهارت كلها.. وانهارت تلك المنظومة.. لانها قامت علي قتل حرية الانسان لصالح استبداد الحزب الشيوعي وقادته الذين ابادوا الملايين وقتلوهم لصالح سيطرتهم علي السلطة.. واذا كانت الشيوعية قامت من اجل جانب من جوانب الحياة للفقراء.. فقد غفلت جوانب اخري اكثر اهمية وهي حرية الانسان.. وتلك حقيقة سماوية وقرانية كرم بها الله الانسان وعملت تلك الحقيقه عملها وسعت حتي قوضت النظام كله الذي يخالف سنة الله وقيم السماء وقيم القران ..وهذا هو قانون يعمل بطريقته الذاتيه ليقوض اي قيم اخري غيره..
انها القيمة العليا التي خلقها الله وقررها قانونا طبيعيا وكونيا لتكريم الانسان الذي خلقه الله وكرمه وسخر له كل شيء ليحيا حرا ..ولقد ابدعت الحضارة الغربية من اجل تكريم الانسان وحتي ظهور الليبراليه تطورالفكر الغربي ليكون متسقا مع تلك الحقيقة السماوية وان يصبح الانسان كما اقرت الليبرالية ان يكون الانسان هو السيد في وطنه وتحترم حقوقه وانسانيته وهو الذي يختار من يحكمه او يقيله ..وصلت الحضارة الغربية بالعقل لا بالوحي الي ذلك لانها فطرة الله التي خلقها في الكون واقررها في القران ..اما اصحاب الوحي فلم ينتبهوا ولم يفطنوا الي حقائق الاسلام العظيم وحقائق القران في ذلك وكان ذلك سبب تخلفنا وسقوط حضارتنا عن القيادة البشرية ... واستمر النظام العربي والاسلامي يخالف حقائق الوحي العظيم ويتبني الاستبداد والفرعونية الحاكمه في شخوص الحكام ولكن تلك المرة بصبغه دينية اخترعها الفقهاء ليستمر حكم القبائل والعائلات.. وتم الغاء البيعة الحرة التي امضاها الخلفاء الراشدون والتي تلتقي مع قيم القران وقيم الاسلام ..ومن الطبيعي ان القانون الطبيعي الذي سيره الله في التاريخ والاحداث فعل فعلته وانهي تلك التجربة التي انتهت بالدولة العثمانية لانها ضد القانون الذي اوجده الله في طبائع الاشياء ان كل مايصادم حرية الانسان وكرامته وتكريمه الذي قرره الله للانسان الذي كرمه.... سيسقط ذاتيا بفعل قوانين الطبيعة التي خلقها الله.. وكما حدث للاتحاد السوفيتي وسيحدث لكل الانظمة التي تحكم العالم الاسلامي بالديكتاتورية والظلم وقتل الانسان وقتل ابداعه وحريته.. مثل نظام ولايه الفقيه الي تم نقله حرفيا من النظام الفرعوني القديم بمصطلحات حديثه وصبغه دينية (انظر الي احد اعمدة النظام الايراني من فقهاؤه يقول ان طاعة احمدي نجاد هي طاعة لله !!!) بأي حق ديني او قراني او عقلي يقولون ذلك بعد ان زوروا الانتخابات باسم مصلحة الاسلام ..( كبرت كلمة تخرج من افواههم)..ان الحضارة الغربية اليوم وعت عقلا وفكرا لا وحيا حقائق الوجود والي قانون الاستمرارية وقانون البقاء.. وتفهمت واعترفت بحقائق الكون التي اودعها الله فيه.. واستخدمتها واقرت بها حتي وصلت الي القيادة والسيادة والتفوق في كل المجالات...
هذا هو الدرس الاول من شهر رمضان العظيم ان نفهم مرامي الاسلام وحقائق القران والاشياء والطبيعة ..ان نصنع مجتمعات تقر بتلك الحقائق من احترام حرية الانسان واحترام حقوقه وحقوق انسانيته وسر وجوده و
سر خلقه.. وان الله خلقه وكرمه.. ولنقرا ايات القران العظيم التي تردد تلك المعاني بعمق وهي في نهاية المقال..يجب ان نعيد قرائتنا للاشياء وللتاريخ وللاحداث قراءة عاقلة ناقدة لاتبرر الهزائم والانكسارات ولكن تنتقد وتستخرج الاخطاء.. وماذا لو طرحنا من حياتنا العربية والاسلامية كل منجزات الحضارة الغربية سواء كانت تكنولوجيا او علوم انسانية وثقافية ...مالذي يتبقي لنا حتي نعيش عليه الان ؟؟.. وفي تلك اللحظة الراهنة ..نحن كما قال الشيخ الغزالي عالة علي الاخرون وكما قال ان الدواء وحتي الزي وكل شيء لو عاد الي اصله وصانعه لاصبحنا بلا شيء والعالم الاسلامي مشغول بمعاركه الداخليه بي
ن فتاوي المشايخ واستحلال الارواح والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة..ولافرصه لان نبدع مجتمعات (متمدنة )..أو مدنية. تتيح الحياة مجرد حق الحياة لا القضايا الترفية مثل حق الاختلاف في الراي او اعلانه او اقناع الناس به .!!!..
هذا هو الدرس الحقيقي لفهم صوم رمضان وحكمته ان يعود الانسان الي انسانيته وحريته وسيطرته علي الاشياء والكون المسخر له اصلا ..هلي نعي الدرس ؟؟؟؟
كتبه : محمد امام نويرة
ـــــــــــــــ هوامش ـــــــــــــــــــــــ
يقول تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً
(إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)
(وعلم آدم الأسماء كلها...
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
وصوركم فأحسن صوركم) غافر: 64
(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) البقرة: 29
إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان...) الأحزاب: 72،
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾(الإسراء:70). ا
﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً﴾(الإسراء:62)
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾(الروم:30)،
﴿إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾(ص:72).
﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾(الحديد:25).
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾(الأنبياء:105)
"لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ [البقرة: 256
"وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" . [الأنعام: 164]، وقال تعالى: "وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ". [ الكهف: 29].






















0 التعليقات
إرسال تعليق