


صراع " الاخوة " في غزة علي السلطة... حماس " الاخوانية "..والسلفية الجهادية " القاعدة "..
هكذا نري بأعيننا تفاصيل سيناريوهات ومشاريع الحكم للتيارات والجماعات الاسلامية ..التي اذا ما وصلت الي السلطة ستنقسم ذاتيا مثل "الخلايا السرطانية".. وتتقاتل فيما بينها وتستحل وتكفر بعضها البعض ..لان منظومتها الفكريه جزء من الثقافة العامة التي ارتبطت بمشاريع الحكم التاريخي للدولة الاسلاميه المغتصبة للسلطة منذ الدولة الاموية.. .تلك الثقافة التي تعتمد علي السلاح وفرض الامر بالقوة المسلحة بعد الغاء نظام "البيعة الحرة".. الذي طبق فقط في عهد الخلفاء الراشدين وحدث التزاوج او الزواج الباطل بين السلطة المغتصبة وعلماء وفقهاء الدولة الاموية الذي نتج عنه فيما بعد مذهب "اهل السنة والجماعة" والذي ارتكز عل ادبيات السمع و الطاعة للقوة المتغلبة الجديدة ..واكد شرعيتها ومساندتها الشرعية بتوظيف النصوص الدينية لمساندتها بل وتكفير الخصوم السياسيين والدعوة الي قتلهم طاعة لله ولرسوله( في زعمهم ).. وكذلك اخراج وتكفير المفكرين والفلاسفة الذين فطنوا لمرامي الاسلام والقران في ايجاد حياة مجتمعية تقوم علي احترام العقل ومسئولية الناس والمجتمع في محاسبة حكامهم ومسئوليتهم الفردية والمجتمعيةفي ادارة شئون مجتمعهم ودولتهم بدلا من تحويلهم الي مجرد قطيع من الغنم ينتظر الانعام والافضال وتصدق الحكام عليهم .. مثل ابن رشد والفارابي وغيرهم الذين لم يستفد من فكرهم العرب والمسلمون ولكن استفاد منهم الغرب واوروبا وكان فكرهم السبب الرئيسي لنهضة اوروبا وسيادة حضارتهم للعالم الان ..وصرنا نحن في ذيل الامم ونرفل بامتياز في ارتداء ثوب التخلف الكبير..
ماحدث في غزة لابد ان يوقفنا للتأمل واستخلاص الدروس انها مسرحية من فصل واحد تستدعي كل اسباب تخلفنا الحضاري ..وتؤكد علي ان اسباب الة القتل الجهنمية التي تدور رحاها علي مستوي خارطة العالم الاسلامي والدائرة الان هي اسباب ثقافية اساسا.. ابدعناها نحن من خلال تاريخنا الذي لم يكتشف صيغة تبيح وتقر بمساحة الخلاف في الراي والمواقف ...وتوجد صيغة مجتمعية للحياة الامنة بين الاقليات العرقية الموجودة علي ارضنا بل وبين اصحاب المذاهب الفقهية داخل الجماعة الواحدة مثل اهل السنة والجماعة او الشيعة.. لا مكان لمختلف في الرأي او الفقه ..بل حروب طاحنة بين اتباع المذاهب المختلفة والاراء المختلفة وصلت لحد التكفير والاستئصال والقتل..
ماحدث في غزة من قتل واستئصال وابادة وتطهير عرقي لمجموعة مختلفة في الرؤية الفقهية مع افكار حماس الاخوانية وسلطتها.. قتل بلا رحمة او شفقة قتل مدجج بالفتاوي الصادرة من فقهاء حماس الذين يلتزمون بفقه الاخوان وحسن البنا ..لايوجد معتدل في الحركات الاسلامية فكلهم نفس الفكر والايدلوجية... وعند الضرورة سيظهر الوجه الحقيقي مثلما حدث من حماس عندما استولت علي السلطة في غزة وتعاملت مع فتح وقيادات فتح بنفس الطريقة.. القتل والاستئصال بلا رحمة.. وقذف قيادات فتح في المناور من فوق اسطح العمارات.. ثم الصلاة والسجود بسجدة الشكر لله أن نصرهم علي كفار فتح " بزعمهم "..ثم عندما رفضت جماهير فتح الصلاة في مساجد" الحكومة الحمساوية " لان خطباء حماس يهاجمون ويكفرون فتح وقياداتها.. وذهبوا ليصلوا في اماكن مفتوحة هاجمتهم شرطه الاخوة من حماس بالهراوات والعصي وبالرصاص والسحل واعتقالهم لمجرد انهم يصلون صلاة الجمعة بعيدا عن مساجد حماس.. ثم رأينا بعد ذلك مواجهات حماس مع فصيل جهادي اخر بقاوم اسرائيل من قبل ظهور حماس ..وهي حركة الجهاد الاسلامي وتم ضربه وقتله بالرصاص ايضا .. ثم اخيرا وليس اخرا ماحدث في رفح من قتل واستئصال وابادة بلا رحمة او شفقة لفصيل اسلامي المفترض فيه وفي غيره انه علي نفس الارضية المشتركه مع حماس بتوجه اسلامي ومقاومة نفس العدو المشترك وهو اسرائيل والمفترض ان يتم التلاقي والتعاون المشترك وايجاد صيغة لذلك التعاون بين فصائل تعلن اسلاميتها ومقاومتها للعدو المشترك ..ولكن حماس لاتريد لاحد ان ينازعها السلطة والاعلام والاضواء والقيادة ...وهنا من حقنا ان نسأل لماذا لم يأخذ اصحاب هذا الفصيل الاسلامي وهو السلفية الجهادية وخصوصا انهم اخوة في الله لماذا لم يأخذوا حقهم في محاكمة عادلة لو كانوا متهمين بانهم تمردوا علي سلطة حماس ولنقبل جدلا بأن حماس هي المسئولة عن قطاع غزة اي انها في السلطة لماذا لم تقبض علي هؤلاء وتعتقلهم وتقدمهم الي محاكمة بأي لون من المحاكمات ولو حتي محاكمة عسكرية امام محاكم عسكرية بدلا من قتلهم بدون محاكمة ولو صورية وبهذه الطريقة البشعة.
اين صوت الاخوان في مصر الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدوها بسبب احالة بعض افراد منهم الي محاكم عسكرية مصرية اكثر ما تحكم به هي السجن لبضع سنوات وتقل احيان بالفعل الي سنة او سنتين غير احكام البراءة في حق افراد منهم ايضا .. لماذا يهاجمون النظام في مصر علي ذلك.. مع انها محاكم.. حتي ولو هناك اعتراض من البعض عليها كنت نتمني مثلها او اقل منها لتقيمها حماس لتلك المجموعة ؟؟..اين رأي الاخوان في مصر وتعليقهم علي الذي حدث في غزة..( ورغم اعتراضنا علي كل توجهات الاسلاميين سواء منهم من قال عن نفسه معتدل او متشدد ).. وهل سيعترض الاخوان علي الاستخدام المفرط للقوة وللرصاص ضد مجموعة محدودة العدد ولاتمثل أي خطر علي وجود حماس في السلطة ..اين رأي الدكتور يوسف القرضاوي الذي يملأ الدنيا ضجيجا ضد كل من يختلف مع حماس الاخوانية او جماعة الاخوان وضد قضاياهم التي يعتقدون بها ؟؟ اين صوته المتهدج الباكي وهل غمض له جفن علي قتل هؤلاء بتلك القسوة مع تسجيل اعتراضنا جميعا علي فكرهم ؟..ولماذا لم يصدر فتوي لاتبيح قتل المعارضين سواء من فتح او الجهاد الاسلامي او غيرها..ايسكت عن اصدار الفتوي تلك لمجرد ان الذي فعل ذلك يشترك معه في التوجه الفكري والتنظيمي ..مع ان المخالفين هنا.. مسلمون ايضا ورب ..وهل نري داخل صفوف الاخوان من يعترض علي ذلك الاسلوب الذي يتم التعامل به مع المعارضين مثلما نجد داخل الغرب وداخل امريكا واوروبا وحتي داخل اسرائيل من يعترض علي جرائم اسرائيل ويندد بها ويتبني القضايا العربية ..هل هم افضل منا في الاقرار بالعدل والحق والعدل مع الخصوم والاعداء.. الذي هو سمة وخلق اسلامي اصيل نادي به القران ...
تعالوا واقرؤا ماقال به دكتور عصام العريان في حديثه في قناة الجزيرة ردا علي محاكمات واعتقالات الاخوان في مصر ولماذا سكت الان عن فضائح حماس الاخوانية ..الحلقة كانت اسمها "ماوراء الخبر" بتاريخ عشرمن اغسطس الماضي وكانت عن ابعاد حملة واعتقالات الاخوان في مصر:
عصام العريان : من العجيب اخ علي ( مقدم البرنامج ) علي ان هذه الاتهامات تم تقديم الاخوان بها الي محاكمات عسكرية استثنائية سابقة ومعروف ان المحاكمات العسكرية محاكمات تفتقد الي ابسط ضمانات العدالة وابسط قواعد استقلال القضاء ومع ذلك اسقطت تلك المحاكم العسكرية المكونة من ضباط عسكريين وليس من قضاة مدنيين طبيعيين اسقطت هذه الاتهامات من قبل . اسقطت تهمة الارهاب واسقطت تهمة غسيل وتبييض الاموال واسقطت تهمة اي اتصالات خارجية . ( انتهي كلام د.عصام العريان للبرنامج في تلك النقطة التي تهمنا ! )..
هل ممكن ان نطالب د. عصام العريان وهو مسئول تنظيميا وعضويا عن تنظيم حماس (الذي يتبع التنظيم الدولي للاخوان ) ان يصدر بيانا بتلك الاحداث التي حدثت في غزة ويدين حماس علي تصرفها باصدار احكام قتل بلا محاكمه عسكريه او غير عسكرية او حتي صورية مثلما هو يعترض علي محاكم عسكريه اسمها في النهاية "محاكم" تمت لاخوانه في مصر.. ويؤكد هو ان تلك المحاكم برئت الاخوان في مصر من تهم غسيل الاموال وتبييضها.. بل وبرأت كثير من افراد الاخوان المعتقلين ..هل نطمع ان يتوجه هو فرديا بالنداء لقيادات حماس ان تقيم محاكم عسكرية لخصومها ومعارضيها سواء من فتح او الجهاد الاسلامي او السلفية الجهادية ؟؟..هل نطمع منه ان يفعل ذلك ؟؟..او علي الاقل ان لم يقعل ذلك فليسكت بعد ذلك ولا يتحدث او يهاجم في الفضائيات الدولة المصرية بسبب محاكمه اعضاء الاخوان في مصر امام محاكم عسكرية ..ونقول له ماذا لو الغت الحكومة المصرية تلك المحاكم وتصرفت مع خصومها من الاخوان بنفس طريقة تصرف حماس الاخوانية في قضية معارضيها من السلفية الجهادية ..ماذا سيكون رد فعله ..ان الاخوان في مصر مطالبون سياسيا بالتعليق علي ماحدث من اتباعهم من حماس في غزة وماحدث من قتل وابادة بلا اي محاكمه لمجموعه محدودة العدد وهي السلفية الجهادية ..لان هذا الرد سيوضح سيناريوهات الحكم لو وصل الاخوان لاقدر الله الي الحكم ...ولو انني واثق انهم سيؤيدون تصرفات حما لان مقولتهم المشهورة والتي هي باب رئيس في فقه الدعوة ان..( أهل مكة أدري بشعابها )...
( هكذا نري باعيننا مشاريع الحكم وبرامج الاسلاميين في حال وصولهم للسلطة ).. ناهيك عما نراه ممن وصل منهم ..او قبل الوصول وما تجري احداثه علي مساحة العالم الاسلامي بل وفي قلب اوروبا او امريكا من قتل للمدنيين العزل تحتي اي شعار.. هل علمنا الان سبب تخلفنا وانتكاسنا عن اللحاق بالاخرين في سلم التقدم والحضارو وحقوق الانسان ..وماالمسئول عن ذلك التخلف ؟؟؟؟
كتابة واعداد : محمد امام نويرة























0 التعليقات
إرسال تعليق