| 0 التعليقات ]


كان ديجول يقول عن طبيعة حكمه للفرنسيين ..يقول عنهم..( كيف احكم شعبا يأكل 60 صنفا من الجبن ! )... دلالة علي أمزجة الفرنسيين المختلفة والتي لا تجمع علي رأي واحد.. اي ان مزاج الفرنسيين من الصعب أن يجمع ويتحد علي رأي واحد ..وتلك مسألة بالنسبة للسياسي من الصعوبة أن يستطيع بجهده أن يحلها..

لوكان ديجول يحكم مصر مالذي كان سيقوله ؟؟

سيقول كيف أحكم شعبا له 60 مذهبا في استحلال السرقة ؟؟؟

كيـــــف ..؟؟

ان الشعب المصري يتفنن في سرقة المال العام ويتهرب من دفع استحقاقاته.. ويأتي شيوخ ومفتوا الجماعات الاسلامية ومنهم الاخوان ليعطوا تلك السرقة نوعا من الشرعية باباحة عدم دفع الضرائب وتذاكر القطارات وفواتير الكهرباء لان من وجهة نظرهم أن دفع تلك الاستحقاقات هي علي الاقل ( غير التكفير) عند الاخرين.. لكنها هنا علي الاقل ..هي " اعانة للظالم علي ظلمه ".. ويقصدون الظالم هنا الدولة !.

هكذا يجمع الشعب المصري هو ومعه المشايخ والجماعات الاسلامية علي اباحة سرقة الدولة والمال العام ..بالاضافة الي موت " الضمير العام " فلا تستطيع حكومة مهما كانت قوتها ان تمنع موظفون وعاملون ومدرسون وكل من يلحق باحدي الاعمال في اي مؤسسة عامة او هيئة عامة او قطاع عام او مدرسوا ومعلموا التربية والتعليم في مدارسهم.. او عمال وموظفوا السكك الحديدية ..والموظفون في الدواوين الحكومية..( ويلحق بهم اصحاب المهن الحرة من اطباء ومهندسون وصنايعية واصحاب حرف وتجار كذابون ونصابون ) كل هؤلاء هم الذين يحكموننا بالفعل ونتعامل معهم بشكل يومي وهم منا.. اي من الشعب المصري ..ولم تأتي بهم الحكومة من بلجيكا او ساحل العاج أو اي بلد آخر لتستعين بهم علي حكمنا.. لكنهم من جلدتنا.. ويتكلمون بألسنتنا.. لكنهم يعاملوننا نحن باقي الشعب بعداء سافر ويتفننون في اذلالنا وتفويت المصالح علينا واتعابنا ويتلذذون ببهدلتنا وتضييع مصالحنا.. وانظر الي قطاع المدرسون والمعلمون وكيف سارعت الدولة لاعطاء الكادر لهم محاولة لكي تغريهم بتحسين ظروفهم ليقوموا بأعمالهم بضمير مع ابنائنا الطلاب لكنهم ضحكوا علي الحكومة وعلينا واكلوا الكادر واستمروا في التهرب من استحقاقاتهم ومن احياء الضمير لديهم ليقوموا بأمانة بتعليم اولادنا واستمروا ايضا في دفع التلاميذ والطلاب لأخذ الدروس الخصوصية ليسرقوا اموال الدولة ويسرقوا اموالنا نحن اولياء الامور وياليتهم في الدروس الخصوصية قاموا بما يملي عليهم أي ضمير حي... ولكنهم يعطون المناهج للتلاميذ والطلاب في دروسهم الخصوصية المغشوشة ( سلق بيض ) لاينتفع بها الطلاب ولا التلاميذ لان المدرسون والمعلمون اللصوص يتسابقون للمرور علي طلابهم ليعطوهم دروسا خصوصية " تيك اواي " بسرعة ليثبت وجوده فقط ليأخذ ( فلوس الدرس ) ويكمل دورته اليومية علي رواده الذين يحلب ويسرق اموالهم.. وهو ليس عنده وقت حتي (ليتبرزويتبول ) فالربع ساعة التي تضيع في دورة المياه هو اولي ان يستغلها في حصة تأتي له بالشيء الفلاني واما (برازه وبوله ) فيكفيه الحفاضات التي يرتديها ليتبول علي نفسه ثم يتبول علينا نحن اولياء الامور في النهاية .

وهكذا يبدع المدرسون والمعلمون في سرقة المال العام والخاص ولهم مذاهبهم في فنون السرقة والاستحلاب داخل الكار بتاعهم.

ثم تعالي الي عمال السكك الحديدية وهم يقفون في المزلقانات او اي مكان آخر ليثبتوا تواجدهم داخل العمل ثم يزوغون لاعمال اخري( كشيال في الشونة المجاورة للاسمنت ) او غيرها ( ثم تحدث الكارثة وتحدث حوادث القطارات ليروح ويقال الوزير الرجل الطيب ويستمر اللصوص في مواقعهم منتصرين وهم في نشوة ! وتعالي ايضا الي كل العاملين في الادارات والمصالح المختلفة يتفننون ويستحلون اموال الدولة ويزوغون من اعمالهم الي العمل الخاص لديهم او لدي الغير ثم حتي في اعمالهم الحكومية يجلس ليعقٌد علي المواطنين الغلابة مصالحهم ولا يقابل مواطن يأتي له لتخليص مصالحه يلقاه وكأن المواطن قتل امه او ابيه يعامله بكراهية واستحقار ويماطل في تخليص مصالح المواطن بأي شكل ثم يزوغ اما بحجة صلاة الظهر او امه مريضة ا و..او.. او.. المهم يهرب من عمله ليلحق بعمل آخر بعد ان ضمن عمله الحكومي في جيبه ويسايره مديره ( اللص ) الذي يكتفي من مرؤوسه بهدية او مصلحة او يقتنص جزءا من حوافز العامل او الموظف ليتركه يسرح ويهرب من العمل غير الموظفات البدينات الذين يسيرون في الطريق العام ويزحمونه هربا من حياة البيوت الساكنة الي( اكشن ) المصالح الحكومية حيث الهزار والفرفشة مع الزملاء وحدث النميمة وليلة الخميس وغيرها ! ..ولا يعملون شيئا سوي قطف الملوخية والبامية او تصحب اطفالها ليلعبوا ويتبولوا بين المكاتب او يقومون بالتزويغ حتي يقومون باعداد الغذاء لاصحاب الكروش من ازواجهم اللصوص والمرتشين !

ونحن المواطنون نري ذلك بأعيننا ونعلمه يقينا لانه يحدث كل يوم ونتعايش مع ذلك الوضع الاجرامي لطبقة الموظفين والعاملين في الدولة والحكومة ..

مهما فعلت الدولة لزيادة المرتبات او الحوافز سواء للعاملين بالدولة او المعلمون او غيرهم فالسرقة واستحلال السرقة اصبحت مسألة مألوفة ورغم زيادة الصوت العالي لمشايخ قناة الناس والرحمة والاخوان وغيرهم والذين يتباهون انهم في مجال الدعوة الاسلامية منذ ثمانين عاما فلم يتغير سلوك احدا من هؤلاء رغم ان اغلب العاملين الآن والموظفون والموظفات اما اصحاب لحي ..ومنتقبات ..وعند صلاة الظهر تغلق المكاتب لمدة ساعة وتفرش الصالات بالحصر البلاستيك وتقام الصلاة ويتمادي البعض في ختام الصلاة حتي يميت العمل ويقوم للاستعداد لترك العمل قبل وقته بساعة ايضا ويعود الملتحين وغيرهم والمنتقبات الي مكاتبهم بمنتهي السفالة يزدادون ضراوة في التعامل الفظ مع المواطنين وعدم تخليص مصالحهم يحدث هذا كل يوم ونراه بأعيننا ولقد عشته بنفسي في مباني احدي الوزارات في القاهرة.. اتي مدير المكتب بعد الصلاة بفترة كبيرة ممسكا بسبحة ويتمتم بالاذكار وانا اكلمه في مصلحتي التي سافرت من اجلها الي القاهرة من آخر الدنيا ولا يرد عليٌ وعندما استفزني بسلوكه صرخت في وجهه.. ورد عليا بمنتهي السفالة وكأني ليس لي حق كمواطن وانسان في ان يستحق أن ينظر مجرد نظرة لأوراقه ..

وانظر الي عامة الشعب ورجال الاعمال واصحاب المحال الاثرياء والآخرين يتفننون في التهرب من الاستحقاقات للدولة والتي تنفقها الدولة علي الفقراء والايتام ومشاريع التنمية غير ان الدولة ( والتي هي مكونة من صنف هؤلاء اللصوص ) تسرق هي الأخري عبر  من  يعملون قادة لها ثم انظر لهؤلاء الناس كيف يستحلون التهرب من الضرائب ومن دفع اي استحقاقات ودفع الرشاوي للعاملون للتهرب من دفع فواتير الكهرباء والماء واي استحقاقات اخري وتجد هؤلاء رغم انهم يحجون ويعتمرون كل عام وينتظمون في الصلاة وتجد اثر الصلاة في جباههم ورغم ذلك فتلك نقرة اخري ان يستحل سرقة المال العام والتهرب من اي استحقاقات عليه غير النصب والكذب في مجال تعامله سواء كان بيع بأغلي الاسعار أو الغش في الاصناف أو بيع البضاعة المقلدة لا الأصلية لرخصها وربحها الكبير في شتي انواع التجارة من اول السوبر ماركت لمحلات بيع الاكسسوارللسيارات.. في كل المجالات نصب وغش وخداع وسرقة وكذب ولا تجد الحقيقة ابدا رغم المواظبة علي العبادة والحج والعمر وربما الصدقة.. ويتفنن الشعب كله في ذلك واضف ايضا المتدينين والجماعات الاسلامية والاخوان يعطون ذلك الهروب من الاستحقاقات نوعا من الشرعية الدينية لانها تعتبر في وجهة نظرهم اعانه للدولة الظالمة وان تلك الاموال والضرائب لاتدفع الا للدولة الاسلامية التي ستأتي كما يدعون علي أيديهم ولا تجد تاجرا او بقالا او رجل اعمال او صاحب شركة مقاولات من الاخوان او الجماعات الاسلامية الا ويتفنن في اباحة التهرب من الضرائب او الرسوم واعطاء الرشوة الي العاملين في الحكومة لتخليص وانهاء هروبهم من تلك الاستحقاقات بالرشوة ( والكل يقول ويلقي التهمة علي الحكومة ويقول وانا مالي ماهي الحكومة كده ؟؟!..وكأن الحكومة ليست منا بوزرائها و بموظفوها وعاملوها ومديروها وادارييها ومدرسوها ومعلموها -- كل هؤلاء ...ومنهم من ينتمي الي تلك التيارات من العاملين في الحكومة.. طيب الحكومة فوق والوزرا يعملوا ايه مع خمسة مليون تقريبا يعملون في الحكومة اغلبهم واكترهم حرامية ولصوص ومرتشون هيجيبوا ناس من الاتحاد الاوربي مكان هؤلاء او لو جبنا خمسة مليون من المصريين الآخرين مكان الخمسة مليون الحرامي هل الوضع هيتغير ؟؟ ولا هيبقي اسوأ ؟؟ الحكومة لو ناوية تشتغل بأمانة هتجيب ناس من فين تحكمنا ماهو منا فينا !! ).

فمن الذي سيعلم ذلك الشعب ان يحافظ علي المال العام وان يتمتع المواطن المصري بضمير حي لاينتظر فيه رقابة من حكومة او مواطن لايراقبه سوي ضميره هو ليعطي ويقوم بعمله ارضاءا لله ثم لضميره ان كان له ضمير.. وكيف ينام مواطنا كان سواء كان من عوام الناس او من الاخوان او من الجماعات الاسلامية كيف ينام قرير العين مستريح الضمير ويده ملوثة بسرقة المال العام تحت اي حجة شرعية كاذبة او غيرها كيف يستريح هذا الانسان ويقوم بالصلاة والحج والعمرة ويأمر الناس ويوعظ الناس وهو بهذا الحال من التناقض هو لا يعتبر هذا تناقض لانه يكذب علي نفسه ويريحها بأن يعطي الصبغة الشرعية لما يقوم به من استحلال وسرقة وتهرب من استحقاقات الدولة ..

بالله عليكم كيف تستطيع اي حكومة علي وجه الارض أن تحكم شعبا بهذا الشكل وتستطيع ان تقوم بعمليات التنمية واعانة الفقراء وشعبها يتفنن في سرقتها بل ويتفنن بابداع في الهروب من استحقاقات الوظيفة العامة او اان يقوم كل عامل او مدرس او طبيب او مهندس او محامي ان يقوم بعمله بضمير حي يمنعه من التهرب من اعباء وظيفته وعمله الي اعماله الخاصة ويترك ويزوغ من عمل يأخذ عليه اجرا مهما كان هذا الاجر من وجهة نظره لا يكفيه عليه ان يتركه وهل لو الحكومة اعطت كل العاملين بأكثر مما يحتاجون مثلما فعلت مع المعلمين والمدرسين هل هذا سيعمل علي علاج ضمير هؤلاء ؟؟..ويتغيرون ؟؟..وحتي اصحاب المهن العلمية ..انظر للاطباء كيف يستحلون اموال المرضي الفقراء غير الانتهاك والسرقة العلمية والمهنية فهناك الاف من الاطباء لايستحقون ان يزاولوا المهنة لانهم بالفعل لم يتدربون عمليا ولا علميا في اي مستشفي راق ولا يتدربون باخلاص علي ممارسة المهنة والالتزام الاخلاقي بل واثناء ممارسته المهنية.. هل يتابع الدوريات العلمية والابحاث ويستمر في زيادة قدراته العلمية ..ام أن تحصيل وسرقة اموال الناس والمرضي هو الاهم عنده ؟؟!!.. وبسرعة يتخرج الطبيب وبسرعة يفتح عيادة ( وامه وابوه والعروسة تنتظر حلب امواله فيسارع بالنصب باسم شهادة الطب وهي لا تساوي شيئا في الموازين العلمية ولا مقاييس الجودة !.. وهو لم يحصل علي كل الاشتراطات العلمية او الجودة المهنية طبقا للمعايير الاوربية المثالية التي تفنن فيها العالم المتحضر ولم نبتكرها نحن اللصوص والحرامية فلنا قوانيننا الخاصة في الضحك علي الذقون والفهلوة والشطارة والسرقة.. فكم طبيبا لايستحق ان يمارس مهنته لانه معوق مهنيا وعلميا وكم جراح وكم مهندس وكم صنايعي في مهنة البناء او اصلاح السيارات الكل يمارس بقانون الفهلوة والسرقة والكذب.. ولايوجد صاحب مهنة او حرفة او صنعه حقيقي.. فالكل مغشوش الا القليل جدا الذي تجد عنده اخلاق يلتزم بها ..وحتي المحامون انظر الي استحلالهم سرقة اصحاب القضايا وفنون الفهلوة والحداقة والسرقة وكل اصحاب هؤلاء المهن والحرف معهم ( مشرط ) النشالين يجهزون به علي الضحايا من المواطنين الغلابة وغيرهم فتبا لهم. اعلمتم ان المسألة مسألة اخلاقية اساسا وضياع للاخلاق والضمير العام والضمير الشخصي الذي تتشبع ثقافتنا بموته منذ مئات السنين ويبدع الشعب في اختراع مذاهب السرقة والاستحلال والتهرب من الاستحقاقات التي عليه ..كيف تستطيع حكومة ان تنهض بشعب وامة تستحل السرقة والتهرب من اعباء العمل ؟؟ .. كيف تستطيع هذه الحكومة مهما كانت ان تغير الوضع العام ؟؟..ان الذي حدث في الغرب من معجزات في وجهة نظرنا احدثت تغييرا وتقدما رهيبا وتنمية ورفاهية... كل هذا تم علي يد تلك الشعوب الحية التي تملك ضميرا حيا فلا تسيب ولا تفريط ولاتهرب من اي استحقاق..والكل يعمل وفي ضميره انه يعمل لصالح وطنه ومجتمعه لا من اجل حفنة دولارات فقط فقد خرجت اليابان والمانيا من الحرب العالمية محطمتان ولكن لان نوعية الانسان عندهم غير عندنا فقد نهضت بسرعة وتقدمت وتعالت معدلات التنمية حتي وصلت تلك الدول الي اعلي الدرجات والي تحقيق الرفاهية.. وتجد ان القانون هنا يطبق بامانة لان الذي يقوم بتنفيذ القانون ليست الدولة ولكن المواطن نفسه فهو يطبق علي نفسه ولا يدع غيره ينتهك القانون واذهب بنفسك الي هناك وقم بالقاء ورقة.. او عقب سيجارة في الشارع في غياب الشرطة ..تجد المواطنون يقفون لك ويحاسبونك ويرغمونك علي جمع ما رميته علي الارض لتضعه بنفسك في سلة المهملات او يسلمونك للشرطة بأيديهم ..

هكذا هم الناس عندهم اما عندنا فلهم ستون مذهبا لاستحلال السرقة من الدولة والناس والمواطنين والتهرب من اي استحقاق مالي او بدني ..

هل اقتنعتم الآن لماذا نحن في ذيل الأمم ومتخلفون بجدارة ؟؟!!.....

كتبه : محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق