اعلن قس امريكي عن نيته في حرق المصحف الشريف في ذكري احدي عشر من سبتمبر ..
بالطبع فقد قام العالم الغربي بكل هيئاته ومؤسساته واحزابه وقادة امريكا واوربا والامم المتحدة باستهجان الفعل القبيح واعلن كثير من الجمهور الامريكي رفضه القاطع هذا الفعل الشنيع وهاجم الجميع نية القس في ارتكاب هذا الفعل الشنيع حتي تراجع القس عن نيته القيام بذلك ..
الذي لفت نظري شيئين :
الأول : هو صدق المجتمع الغربي واخلاصه في مواجهه التعصب الديني وتبني قيم التسامح والنزاهة وحرية الاعتقاد والتدين ويواجه بقوة كل الافكار التي تدعوا الي كراهية الاخر ومهاجمة الاديان ..يحدث ذلك كله وسط تبني المجتمعات الغربية وتأثرها بعد احداث 11 سبتمبر والمتهم فيها مسلمون متعصبون وكذلك كل احداث الارهاب التي حدثت بعد ذلك مما اوجد عند الشعوب الغربية قلقا وخوفا تباينت شدته علي اختلاف شرائح تلك المجتمعات وفي احدث الاستطلاعات اكثر من 50% يحملون افكارا تندرج تحت سوء الفهم للاسلام وآخرين ينظرون للاسلام من خلال احداث العنف فيسيئون فهمن الدين الاسلامي وانا اؤكد ان هذا امر طبيعي جدا عندما يقدم الاسلام للناس من خلال احداث العنف التي تستهدف مدنيين ابرياء فمن الطبيعي ان يسء الناس فهم الاسلام ..فلماذا اذن اصرار المعلقين والكتاب عندنا الذين يصرون علي تزييف الحقائق وتشويه الغر والصريخ لاعلان الحرب علي الغرب واثارة المسلمين للتأكيد علي ان الغرب يقود حرب دينية كما حدث في الحروب الصليبية ضد الاسلام ؟؟ ولماذا يتعمد صحفيونا وكتابنا التغرير بالمسلمين عندنا وتزوير الحقائق بدلا من تشخيص الحالة التي يعيشها الغرب الان علي انها نتيجة رد فعل طبيعي لما قام به بعض المنتسبين للاسلام من القتلة والمتعصبين من القيام بتلك الاعمال التي تستهدف المدنيين واذا قال كتابنا ومعلقونا مثل هؤلاء الكتاب الذين يتعمدون تشويه الحقائق لتسويق معركتهم التي يرتزقون منها وهي مهاجمة الغرب لاسباب نفسية مرضية ولاسباب الظهور الاعلامي والشهرة لدي الجماهير المريضة والملتاثة عندنا والتي لاتفهم شيئا مما يحدث فيتلقون الرؤي الخاطئة عن الغرب وعن جماهيرهم من افواه هؤلاء المرضي من كتابنا ومعلقينا المأجورين من امثال فهمي هويدي وابراهيم عيسي وبلال فضل والشيخ القرضاوي ودعاة القنوات الدينيع عندنا الكل يشارك في حفلة ( نصب وكذب ) وتسويق خاطيء للغرب غير عابيء بمصالح المسلمين في الغرب والذين تحتفي بهم نظم ودساتير غربية وتوطنوا وصاروا مواطنين في تلك الدول واليوم تتصاعد ضدهم حملات من اليمين الغربي وممن يكرهون الاسلام بسبب فهمهم الاسلام من خلال احداث العنف التي يقوم بها منتسبين للاسلام .. واذا كان هؤلاء الكتاب الحمقي من كتابنا وصفيينا يتعمدون تغييب الحقائق والكذب ويصرون علي ان الغرب عليه ان يفرق في التعامل بين الاسلام وبين قلة من المتعصبين والارهابيين منا واحيانا يدافعون عنهم ويقولون ان الغرب هو السبب في اعطاء المبررات للارهابيين بسبب احتضانهم لاسرائيل...!
وهذا اخلال بالموضوعية التي يجب ان يتحلي بها اي كاتب او مثقف والا فلينظروا معي الان لماذا قام الغرب بكل مؤسساته وكياناته وحكامه باستنكار هذا القس المجنون ومهاجمته وبل وقفت شعوبهم تستنكر مثل هذا العمل ..هي هي نفس الشعوب التي تقف مع قضايانا سواء في فلسطين وغيرها.. ومن الذي يأتي بمنظماته ورحلاته الانسانية لمساعدة الفلسطينيين ؟؟ لماذا ننكر كل ذلك؟؟ والسؤال الذي اسأله لكل جماهيرنا الغبية ومشايخنا المضللين وكتابنا وصحفيونا الارزقية والجهلاء ...هل نحن فعلنا مثل الغرب عندما خرج منا قلة تؤمن بالارهاب وتبيح دينيا قتل المدنيين في الغرب مثل احداث 11 سبتمبر ..هل خرجنا نحن نستنكر هذا الفعل وتظاهرنا في بلادنا ضد هؤلاء القتلة المجرمين من تنظيم القاعدة وغيره ووقفنا بحزم ضدهم واعلنا استنكارنا لهذا الفعل لنؤكد للآخرين وللغرب ولكل المجتمع الدولي اننا ضد هذا الايذاء والاجرام ممن ينتسبون لنا ؟؟ هل فعلنا ذلك مثلما هم يفعلون ذلك ؟ لو فعلنا ذلك لاقرت القلة المتعصبة عندهم بأن المسلمون ليسوا هم ودينهم الذي يحض علي ذلك الأجرام والتعدي علي المدنيين ؟؟ !! وهل يشعر الغرب بالعدل معهم كما ينادي الاسلام العظيم وحتي ولو من اجل نشر الدعوة لديهم ولاحتضانهم كل المسلمين في بلادهم وجعلهم مواطنين غربيين بل والغرب يعتبر الملاذ الاول لكل المظلومين في بلادهم حتي من حاملي افكار التعصب ؟؟
لم يحدث بالطبع منا ذلك الموقف الذي لوحدث لكنا دللنا علي اننا بالفعل ضد تلك الجماعات اللعينة.. لكن الذي حدث اننا باركنا تلك الافعال وباركنا احداث11سبتمبر وكنا سعداء لما اصاب المدنيين ومن قتل اكثر من خمس الاف منهم ..هذا هو فعلنا وحالنا ..هل نستوي مع موقفهم المشرف من حربهم التي اعلنوها علي القس المتعصب ..
بل والحكومة الامريكية الان من اجل مقاومة التعصب المتنامي لدي الامريكيين لانها تخاف علي الارث الانساني الذي انجزوه من قيم التسامح ونبذ التعصب الديني والقومي وتقوم بعمل دورات لتعليم معلمي امريكا قيم الاسلام ؟؟
-------------------
والقضية الثانية التي شغلتني وهي توجيه اتهام من فتاة فاقوس لابن الشيخ محمد حسان بأنه تزوجها عرفيا وبصرف النظر عن موضوع الاتهام ومعرفة الحقيقة فأن اللافت للنظر عند أتباع الشيخ محمد حسان هو مهاجمة الفتاة وحتي عندما ماتت الفتاة بسبب الضغط الواقع عليها وردود الافعال الغاضبة ...اللافت للنظر هو الحالة المرضية التي يعيشها أتباع الشيخ من تقديس لشخصه وكأنه ليس بشرا عاديا أو ان اسرة الشيخ محمد حسان ليست من جنس البني آدمين مثلنا ..لكنهم خلق آخر لايجوز الشك في تعرضهم للخطأ والخطيئة.. وهكذا نعود بعد نزول الاسلام ذلك الدين العظيم الذي نزع القداسة عن أي شخص ولم يثبت العصمة لأحد من الناس سوي الرسول صلي الله عليه وسلم نعود الي الجاهلية الأولي علي يد المتمسكين بالمظاهر الدينية !..ولكن أتباع الشيخ الذين يدعون انهم متدينين وأصحاب لحي ويتمسكون ظاهرا بمظاهر يدعي أنها اسلامية يقدسون الشيخ وأسرته وأبنائه ...وكأنهم ملائكة أو آلهة وهذا حرام شرعا وضد تعاليم الاسلام الذي سمح لرجل ان يقول لسيدنا عمر في المسجد عندما قال للناس اسمعوني وأطيعوني قال له الرجل لاسمع ولا طاعة لك وعرض قضيته وراجعته امرأة علنا فهل يخرج الشيخ محمد حسان عن حالة الصحابة وعن بشريته بسبب أتباعه الذين بث فيهم من خلال منهجه الخاطيء وخطابه الذي يرسل لأتباعه علي أنه مقدس .. وأذا بهم يقدسونه بهذه الطريقة المرضية ويتهمون الفتاة ويهاجمونها ..بل ويتحدثون بشماتة علي أن موتها فجأة هو عقاب من الله بسبب تعرضها لابن الشيخ المنزه عن الخطأ والهوي ..ماهذا الهراء ايها الاتباع.. ان الذي أنتم عليه ليس ابدا حالة دينية ولكنه حالة نفسية لاتمت للدين ولا اخلاقه أبدا مهما كان تمسكم بتقديس الشيخ فمبدئيا لا يمكن أن يكون أبن الشيخ بريئا ومنزها عن الهوي لانه بشر بالاضافه الي غير الذي أعرفه عن ابناء الشيوخ شخصيا ولأنهم ولدوا في كنف حالة تقديس جماعية لرب الاسرة ونجومية فاقت نجومية تامر حسني واعجاب من الجماهير الي الدرجة التي يقوم بها العامة عندما يرون موكب الشيخ فيلقون بأنفسهم أمام سيارته المرفهة ويحاولون التمسح بجلبابه الغالي الثمن ويجد ابناء الشيوخ ملايين والده من النقود يعبث بها بعد الفقر ( الدكر) وبعد الخروج من الشريحة الاجتماعية المتدنية التي أتوا منها يفسد الأبناْء المدللون... وكان يجب ألانظلم الفتاة حتي يتبين الخيط الاسود من الخيط الابيض وتنتهي تحقيقات النيابة التي مورس فيها شتي الضغوط علي الفتاة التي قضت نحبها وذهبت الي بارئها وستنظر قضيتها أمام أحكم الحاكمين في الآخرة وكل من اتهمها بدون دليل سيقدمون الي المحاكمة الألهية العادلة ..
أما نحن فنقول هكذا هي ثقافتنا المريضة وثقافة العرب التي لم تصل ابدا الي مستوي الاسلام العظيم الذي استفاد منه الغرب فصنعوا حضارة بتعاليم الاسلام الصحيحة ولكنهم ليسوا بمسلمين مما جعلهم سادة العالم بحق لان مجتمعاتهم لا تفعل مثل مجتمعاتنا المتخلفة والتي انتجت مثل هؤلاء المشايخ اصحاب الفضائيات واصحاب الملايين واصحاب الابناء المدللين والمدلسين وحسبنا الله ونعم الوكيل .
---------------------
والقضية الثالثة هي باكستان التي غرقت في السيول وتنتحب الآن لمقتل عشرات الالاف وهدم آلاف المنازل ومع ذلك ومع كل تلك المصائب فمازالت حركة طالبان الباكستانية المجرمة مع القاعدة تنظيم القتلة الجبارين يقومون بالعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة وبكل الوان القتل للشعب الباكستاني الذي يدفع ثمن سكوته بل ورضائه عن تلك العصابات القاتلة والمجرمة والتي تقتل الناس بفتاوي دينية من مشايخ الشيطان... والعجيب أن علماء المسلمين الذين صدُعوا رؤوسنا بفتاويهم الملفقة والمتناقضة ويلهبون الجماهير ويدفعونها للتظاهر من أجل أي شيء يحدث في الغرب أو في بلادنا ....يسكتون عن قتل المسلمين في باكستان ولا يجتمعون لمواجهة الفكر الديني المريض لدي هؤلاء القتلة سفاكي الدماء هل ينتظرون ( فلوس قطر أو السعودية للأغداق عليهم حتي يستطيعوا الافتاء والكلام عن خطأ ومروق تلك القلة المجرمة ) مثلما أمرت السعودية علماء ومشايخ الوهابية الذين كان لهم الفضل في اصدار فتاوي القتل سابقا فأذا بهم يتنصلون منها ويهاجمون بفتاويهم الارهاب الديني للقاعدة وغيرها بسبب أن أرباب العمل الذين يرتزقون علي ايديهم في السعودية وهم المشايخ والامراء الذين أمروا المشايخ بمهاجة ارهاب القاعدة ولسبب وحيد لأنه يهاجم اراضي السعودية ( وطباخ السم لازم يدوقه ) كما يقول المثل المصري وأين الشيخ القرضاوي ومشايخ قناة الرحمة والناس من نجوم "التوك شو" اين مقالتهم ودورهم في أن ينقذوا شعب باكستان من الموت بين مصيبة الفيضانات ومصيبة عمليات القتل والسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة لتنظيم طالبان والقاعدة تحت مسمي الجهاد.. قبل أن نصبح مرة فنجد الباكستانيين وقد اختفوا قتلا وغرقا....!
ولا حول ولا قوة الا بالله......
كتبه: محمد امام نويرة






















0 التعليقات
إرسال تعليق