الكل الآن يحاول سرقة مظاهرات شباب مصر الواعي وينسبها لنفسه... واليوم استمعت الي الفضائيات.. حيث خرج علينا من يدعي اسمه "عصام العريان " من غيرورقة التوت .. .. خرج علينا ليتحدث عن مظاهرات شباب مصر وكأنه قائد ورئيس أركان حرب الثورة الشعبية ..وكأنها من أعداده وجهده الخاص ( ولا واحد أخوانجي في المظاهرات حتي الشعارات المرفوعة ليست من أدبيات الاخوان ) ويخبرنا هو في ثقة بالنفس "مغشوشة" أن المظاهرات وصلت لكذا وكذا ..والمصابين كذا ..والجرحي كذا ..والمعتقلين كذا ..وينسي ويتناسي عمدا تصريحاتهم قبل "يوم الغضب" الدي دعا اليه فقط جمع من الشباب المصري من رواد العالم الافتراضي والفيس بوك وتويتر.. أصدر قبلها الاخوان بيانا انهم لن يشاركوا في المظاهرات والآن عندما شعروا بنجاح تلك المظاهرات أرادوا أن يركبوها ( وهي المظاهرات مكانش ممكن تنجح الا في غيابهم!! ) لانها أي المظاهرات خلقت حراكا شعبيا وأعلاميا غير مسبوق.. فأراد الأخوان أن يركبوا الموجة الأعلامية والشعبية وأرادوا أن يعزموا أنفسهم في " وليمة " لم يدعوا اليها أصلا.. ..وهكد دوما هو يقعون في البلبة السياسية والتردد.. وفعلوها من سنوات في أول دعوة لحركة 6 أبريل حيث أعلنوا أنهم لن يلبوا دعوة مجهولة من شباب الانترنت.. وبعد نجاح حركة 6 أبريل أعلنوا موعدا آخر للأضراب العام لم ينجح وفشل فشلا ذريعا.. والآن يكررون سيناريو الفشل الذي أعتادوه في جهلهم بعدم قراءتهم للأحداث...( معظم القيادات التاريخية لهم ومنهم الشيخ القرضاوي وأحمد عادل كمال وغيرهم دعوا الأخوان لترك السياسة وينصرفوا فقط للعمل الدعوي ) ولانهم طوال تاريخهم لا يمتلكون القدرة علي القراءة السياسية لانهم اصلا كانوا مرشحين فقط لأن يكونوا بحق جمعية لدفن وغسل الموتي والدعوة الدينية علي غرارالدعوة والتبليغ ) ثم أرادوا بقدرة قادر أن يلعبوا في ملعب السياسة المصري وليس عندهم القدرة علي اللعب السياسي بل فقط استخدمتهم الاحزاب وحتي الآن يستخدمون كلعبة لتوظيفهم فيها لصالح من أراد اللعب ..دورهم كدور "كرة القدم" تستخدم في اللعب وكلما ضربها اللاعبين بأحذيتهم بقوة أحرزوا اهدافا تحسب لللاعبين.. أما الكرة فتذهب بعد المباراة الي المخزن ولأعادة "نفخها" مرة أخري.. استعدادا لمباراة أخري !.. أو تركن.. وكله بحسب قرار أداريو الفرق ..هدا دورهم مند نشأتهم .واليوم سائلت نفسي وأنا استمع لكلام واحد منهم صاحب وجه "شمعي" يصفونه بأنه المتحدث الرسمي ..لماذا ..لا أعرف.. غير أني متأكد أنه لا ينفع ( طبلة ولا طار ! ) الآ عمله الوحيد الدي من الممكن أن ينجح فيه وهو منادي سيارات في موقف عبود ..
وسمعت عصام العريان الذي يكذب علينا هو والمتحدث الرسمي الدي لم يعرف مذيعة البي بي سي أن تسكته لآنه انطلق يصرخ بما أملي عليه واستمر يقوله كقطعة أنشاء مملة حتي أضطرت المذيعة لقطع الأرسال عنه في البرنامج الحواري وأنا متأكد أنه حتي الآن لا يدري أن البرنامج توقف عن البث ومازال هو جالس في الكرسي المعد له مستمرا في الكلام حتي تلك اللحظة !..وعصام العريان أيضا استمرأ الكذب وتكلم عن نشاط الآخوان في تلك المظاهرات ولم يشهد أي شاب أو فتاة من منظمي المظاهرات بوجود أي فرد من الاخوان الآ أدا كانوا يعتبرون محمد عبد القدوس الدي يجلس دائما علي سلم نقابة الصحفيين ممسكا ( بكوز صفيح ) يتحدث وحتي ولو لم يوجد أحد اصلا أمامه !
كفي ياأستاد عصام العريان كذبا وتغطي ولو بورقة التوت أنتم قررتم عدم الاشتراك في المظاهرات فلمادا اليوم تعودون وتقرروا انكم اشتركتم فيها بل وكأنكم المسئولون عنها والمتحدثون عنها اعلاميا وأضف اليكم الناصريين الذين يركبون الموجة وكل الساقطين في الانتخابات الاخيرة والفاشلين سياسيا وحزب الوفد الدي قاطع المظاهرات الكل الآن يريد أن يسرق جهود غيره لتظهروا في ساحة لستم مدعوون جميعا فيها.. فالمظاهرات التي قامت هي أصلا ضد أفكاركم وأحزابكم ايضا ..ودليل علي فشلكم وعلي وجود انفصال شبكي بين كل التيارات والاحزاب وبين الشباب !.. بالاضافة الي ان هذا الشباب هو شباب وطني غيور علي وطنه لم تحركه أي ايدلوجيات أو أحزاب أو افكار مؤدلجة بل فقط جمعهم جميعا الرغبة في أظهار حزمة المشاكل التي يعاني منها ومنها البطالة والفقر ويطلبون الحرية أيضا وهم لن يتورطوا في أحداث أي عنف ضد أي ممتلكات وليست لهم أيدلوجية محددة بل وهم يتخاصمون مع كل الاحزاب والتيارات الأخري وضد الاخوان وضد التيارات السلفية التي أريد لها أن تغرق الشباب في أتون معارك وهمية بعيدا عن واقعه الاجتماعي ومشاكله الحقيقية ...
هذا الشباب هو شباب الانترنت والفيس بوك وتويتر وهو شباب مثقف وفيه شريحة اجتماعية مرتفعة لكنه يحلم بمجتمع صنعوه في العالم الافتراضي وعاشوه وتخاطبوا مع شباب العالم أجمع وأرادوا أن يعبروا عن أحلامهم ليبنوها في أرض الواقع بعد أن عبروا عنها في العالم الافتراضي ..فقط ..هذا الشباب نشأ في أحضان التكنولوجيا ولم ينشأ في أحضان الأيدلوجيا ..وهو يتخاصم مع كل أفرازات الواقع السياسي من أول الاحزاب الورقية والكيانات الهشة والتيارات المرفوضة من أول الاخوان وحتي التيارات السلفية والسلفية الجهادية هذا الشباب ( بصراحة ماينفعش لاسلوب الاخوان في التجنيد لانه يمتلك رأسه وليه أفكار مش مجرد تابع "أبيض ياوردي" في عقله.. الذي لايملك فكرا أو وعيا سياسيا ومن المهمشين والفاشلين أجتماعيا ممن يسهل تجنيده لهم ) وأيضا لن يتبع الناصريين أنصار ديمقراطية الموافقة التي ابتدعها هيكل أيام عبدالناصر فرمز الناصريين هو المشنقة والكرباج ..
بالامس كل تلك الافكار سقطت .. وظهرت أمام الجميع مصر الجديدة تعبر عن نفسها أبناء العالم الافتراضي الذي يرفضه الجميع ..(ولا جمعية مصرية للتغيير ولا برادعي ولا غيره ولا عصام سلطان "أبو سمنة كراتين" علي شعره ولا د جمال زهران ولا غيره ) فكلهم له اجندة سياسية خاصة به ..ولايحمل مطلقا همٌ هؤلاء الناس وهم الشباب الجديد شباب العالم الافتراضي ..كل اصحاب الاجندات سقطوا في الامتحان !
ولاتبقي الا فرصة أمام الدولة المصرية العريقة أن تستجيب وتتعامل مع تلك المتغيرات الجديدة لان ماحدث يعني أن هناك فشل فكري وأيدلوجي في تفهم الأجيال الجديدة من الشباب وأن هناك قطيعة بين قيادات العمل السياسي للدولة وأساليبهم النمطية في استيعاب الأفكار الجديدة وأن المعارضة المعلبة والتيارات الغير شرعية عفا عليها الزمن ولم تعد الا حجارة في قاع النهر الذي يمضي بكل قوة غير عابيء بما في القاع من نتوءات وأحجار.. واقول بكل قوة أن النظام السياسي أصبح مترهل وأن قيادات العمل السياسي للدولة هرمت في أفكارها وما تتحدث به هو لغة قديمة لاتصلح للعالم الجديد.
وعاشت مصرة حرة مستقرة ..
كتبه : محمد أمام نويرة






















0 التعليقات
إرسال تعليق