| 0 التعليقات ]


اعتقد أن أول منطوق لبيان موقف ثورة 25 يناير أنها ضد تجربة انقلاب يوليو 1952 وما تلاها من تداعيات لازكاء وتثبيت دعائم الاستبداد والديكتاتورية ودستور وضعته الثورة مازال يحكمنا حتي اليوم يعطي سلطات للحاكم تقارب سلطات الاله مع الفارق ولاحول ولا قوة الابالله ......
مرت مصر بتجربتين في العصر الحديث أول تجربة كانت لمحمد علي ورغم حسناتها لكنها اعتمدت علي الجيش والقوة والاستبداد ولم تعتمد علي اشراك الشعب.. وثانيها تجربة عبدالناصر ورغم حسناتها لكنه اعتمد في حكمه علي قوة الجيش والديكتاتورية والتعذيب ولم يعتمد علي الجماهير...الجماهير كانت فقط مجرد ديكور ومجرد مشاهدين ومستمعين ومصفقين !
جاءت ثورة 25 يناير( ولاتخلو من مضمون ثورة ثقافية علي ثقافتنا الممتزجة بالاستبداد ) لتؤكد أن السلطة الحقيقية هي للشعب ولابد من عودة الاوضاع الي حقيقتها أن يكون الانسان والمواطن هو السيد في وطنه وهو الذي يختار حاكمه وهو الذي يسقطه وأن ينال حقوقه كأنسان ...
تلك القيم التي لم نعرفها في تاريخنا كله.. فتاريخنا كله مصدر وصانع للاستبداد حتي كاد الاستبداد أن يكون "عملة محلية" وانتاجا خاصا بنا كعرب ولم نعرف احترام وأعتبارالآخر وحقه في الاختلاف في الرأي وفي كل شيء..( أنظر لحياتنا اليومية )
الغرب عرف ذلك بعد الثورة الفرنسية ولكننا لم نعرف ذلك أبدا ..ويبدو أن الثورة أكتشفت بداية السلم نحو الحرية الكاملة بأن نشعر بأننا أصحاب الوطن وهو ملكنا بالفعل ( انظر للجان الشعبية وسلوكنا اثناء المظاهرات من حرص علي الممتلكات العامة حتي نظافة الشوارع قام بها الشباب وحتي لم تسجل حادثة واحدة للتحرش بالفتيات المشتركات  بقوة في الحراك والثورة !) ما حدث من اعتداء معروف مصدره !
قد يبدوا فقط أن ثورة الشباب في 25 يناير ضد السلطة ولكنها لو فهمنا معني السلطة بكل تداعياتها التي أنتجت وولدت من رحمها "الحرام" كل الاحزاب الورقية وكذلك التيارات الاسلامية ومنها بالطبع الأخوان التي كانت تقتات من النظام نفسه وتنسج منه بنيتها وتعكس صورته .. فكل الاحزاب والقوي الناصرية والاخوان هم انعكاس للسلطة وامتداد طبيعي له ونتاج ثقافي للحالة المجتمعية والسلطة !  فبنيانها التنظيمي يعتمد علي نفس آليات السلطة والحزب الحاكم من تقديس زعيم الحركة أو زعيم الحزب أو المرشد فلأنها نفس الثقافة المستبدة التي حكمت  كل أفقنا السياسي ..فلا تختلف تلك الاحزاب والقوي عن السلطة الا اليسير لكنها تتفق علي نفس الآليات والبني التنظيمية التي تبني علي اساس أن الفرد ليست له قيمة تذكر وليس له أي حقوق مطلوب منه فقط أن يقبل يد الزعيم أو الحاكم أو المرشد !
فثورة 25 يناير التي جاءت من قبل شباب الفيس بوك وتويتر واليوتيوب والذي تراكم وتجمع حول أفكار جاءت من الغرب احتك بأفقها وتمرد علي الواقع الثقافي والسياسي والاجتماعي وتحاور واصبح معبأ بروح الثورة والتمرد حتي جاءت ثورة تونس والتي أطلقت مدت الشرارة الي الشباب المصري والذي اكتوي في ممارسته للحياة الافتراضية علي النت من قسوة الأمن وبالذات بعد ظهور أول مولود من الفيس بوك وهو حركة 6 أبريل والتي أعقبها  تدخل وصدام الامن معه !.. تدفق هذا الشباب عبر الفضاء الألكتروني والعالم الافتراضي الذي هرب اليه سابقا  وكون مجموعات أخري ومنها "كلنا خالد سعيد" بعد الحادثة التي قتل فيها  وتدافعت المجموعات حتي صارت احدي عشر مجموعة أشتركت في ثورة 25 يناير(غير المدونين من شباب وفتيات الثورة والناشطين ثقافيا وسياسيا والذين أتقنوا أستخدام أدوات التكنولوجيا)   رفعت الثورة مطالب غير مؤدلجة وبلا شعارات لتيارات سياسية أو دينية ...رفعوا مطالب بسيطة ومحددة تمس احتياجات الناس الفعلية وتعبر عن مشكلاتهم.. وبذلك نجحت في استقطاب الناس والجماهير.. وعندما حددوا موعد 25 يناير في عيد الشرطة نجحوا في تنظيم المظاهرة السلمية  لكن الذي اشعلها هو رد فعل اجهزة الشرطة بعد الساعة الخامسة  والتي لم تفهم وعجزت عن فهم قضية هؤلاء الشباب.. ورغم أن الاخوان والاحزاب أعلنوا بغطرسة أنهم لن يشاركوا في يوم 25 يناير مع هؤلاء الشباب كما سخروا وفعلوا سابقا مع حركة 6 أبريل.. لكنها أي ثورة 25 يناير التي الهبها وأعطاها المدد هوهجوم الشرطة عليها ..وسرعان ما بعد يوم 25 يناير ماحاول الآخرون من الاخوان والاحزاب ركوب الموجة ومحاولة سرقتها وهو الذي يتم حتي الآن !!
بعد أحداث ثورة تونس كتبنا هنا مقال مهم بعنوان ( احداث تونس هل هو بداية انهيار سور برلين العربي ؟؟) والمقال موجود بتاريخه عقب احداث تونس وتنبأنا فيه [احداث ماسيتم بعدها !
أن الخطأ الدي أرتكبه النظام في مصر وانحرف بمسيرة الدولة التعامل الأمني بلا ضوابط والأهم هو فرض مشروع التوريث ..وتم قسرا أخضاع الحزب الوطني ومجلس الوزراء وكل السلطات لمشروع التوريث ..الذي كان غريبا علي أجهزة الدولة العتيقة والتي لها منطقها ومنهجها الخاص.. ورغم الرفض الباطن والمكتوم من الجيش وكل الاجهزة السيادية للمشروع ... لكن مشروع التوريث مضي رغما عن الجميع وهو السبب الرئيسي في امداد ثورة 25 يناير بذلك المدد وأحسب أن صمت معظم الاجهزة السيادية وسلبيتها المكتومة عن حماية النظام كان بسبب رفضها المكتوم لمشروع التوريث الذي القي الجميع في ورطة حقيقية .. وأرغمت أجهزة الدولة علي المضي فيه وجعل السلطة تؤول عرفيا الي مجموعة التوريث والتي ظهرت أخطاؤها الكبيرة جليا وكان خاتمة فضائحها هو انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي بعثت بالرسائل الي الجميع باحتقان وانسداد الأفق السياسي.. وأحدثت شرخا بين مجموعة التوريث وبين الجميع حتي داخل الاجهزة السيادية ..وحتي الاحزاب الورقية التي اتفقت معها مجموعة التوريث علي أعطائها حصة أو "كوتة" لهم في المقاعد لم يتم الوفاء بها..
الآن يحاول الجميع سرقة ثورة الشباب في 25 يناير وظهر الطمع في السلطة في عدم اتفاق  الاحزاب والقوي والتيارات علي أجندة محددة وأهداف محددة ولا حتي جدول زمني بل وأيضا علي زعامة التفاوض والحديث باسم الثورة مابين البرادعي القريب من شباب الثورة وحمدين صباحي ذلك "المسخ الناصري" الطامع رغم صغر وضآلة حجمه الي الترشح لمنصب الرئاسة وليس له ولا للناصريين والشيوعيين أي فضل لتلك الثورة ..
وكذلك محاولات جادة يبذلها الأخوان بدعم خارجي من أيران وقطر بيد القرضاوي وحماس لسرقة الثورة وأعطاء الوجه الاسلامي علي أنها ثورتهم ..والمشكلة التي ستحدث للاخوان رغم نداء وقبول السلطة الآن لمحاورتهم وكذلك اميركا والغرب أنهم بسبب الضبابية والجهل بقواعد واستقراء قواعد اللعبة السياسية طوال تاريخهم فلن يستطيعوا الاستفادة من المتغيرات الجديدة ومازال خطابهم التقليدي والنمطي المنُفر يبث الرعب عند الجميع ولم يحاولوا في تلك الفرصة أن يغيروا ويطوروا من أساليبهم العتيقة والنمطية وجهلهم بأي أبجدية للعمل السياسي باختلاف مدارسه.. فيكفي للدلالة علي ذلك من تاريخهم أنهم كانوا اكثر قربا من ثورة 23 يوليوحين قيامها وصلاتهم بحركة الضباط الاحرارومساهمتهم أيامها في تلك الحركة لم يتفهموا الواقع السياسي حينها ومنها وقوفهم مع محمد نجيب ضد عبدالناصر الممسك بقواعد اللعبة ووقفوا ضده رغم محاولته التقرب اليهم وأعطاهم منصب وزيرين .. لكنهم لم يفهموا وخسروا كل الاوراق ( يراجع مذكرات قادتهم عن تلك الفترة ) ..ومع الرئيس السادات كرروا نفس السيناريو ولم يكسبوا شيئا ( في مذكرات الدكتور محمود جامع قال بأنه كمندوب عن الرئيس السادات عرض عليهم أنشاء حزب سياسي لكنهم رفضوا بقوة !)  فهل الآن هم علي استعداد لقراءة الاحداث جيدا ليكسبوا أرضا جديدة ويغيروا من صورتهم المنُفرة للجميع ويسيروا علي خطي حزب العدالة والتنمية الذي نجح بفضل أنقلابه علي أفكار الاخوان التقليدية وخلع نفسه منها وغير من كل أدواته حتي نجح ..هل سيفهموا ..هل د. محمد مرسي وعصام العريان علي استعداد أن يفهموا ..؟؟؟!!!
سيخرجوا ايضا كما خرجوا من قبل  من فرص كانت أثمن من الآن !
الأجيال الجديدة وشباب الفيس بوك لن يخضعوا أنفسهم لاجندات الاحزاب والقوي السياسية والتيارات الدينية والذين يحاولون الآن سرقة جهدهم ودماؤهم ..فالجن خرج من القمقم ولن يعود أبدا فأن هذا الشباب تواق للحرية والعيش بحرية وهو ليس من نوعية الذي يتم تجنيده داخل تلك القوي من شباب ليس له رأس ولا يقرأ ولا يمتلك وعيا !
أنها ثورة "المثقفين" في مصر كما حدث في تونس ثورة "المثقفين" والذين استخدموا لغة العصر وكما كتبنا في مقال سابق عن تونس بعنوان انتصار التكنولوجيا علي الايدلوجيا !!!
وأضحكني علي سبيل المثال لا الحصر أن مذيع البي بي سي في القاهرة بعد مظاهرات الجمعة الماضية  "جمعة الرحيل" التقي أولا بكاتب ومثقف أقدره تماما وأتابع مقالاته منذ زمن وهو الدكتور"مأمون فندي"  علق علي الاحداث في نصف دقيقة ملخصا الازمة  باقتدار.. ثم التقي المذيع مع القطب الاخواني سابقا عصام سلطان الذي ضيع الدقيقتين مع المذيع في جدال لغوي فارغ قال موجها كلامه للمذيع.. ( انت ليه بتقولوا أن المظاهرات بلغت اكثر من 200 الف ةهي 2 مليون ويحاول المذيع جاهدا أفهامه أن تلك تقديرات مختلفة وليست هناك جهة محايدة أو متخصصة تحدد الرقم بدقة ألا أن عصام سلطان الذي كون عقليته داخل الغرف المغلفة في التيار الذي تكون فيه ويعكس حالة البلاهة العقلية التي تصم تلك العقليات استمر في اللتت والخصومة مع المذيع الذي استضافه في مكتب البي بي سي مخصوصا ليقول ويعلق علي الاحداث حتي أن المذيع أغلق الميكرفون من أمامه !!)
ويأتي في الجزيرة معلقا علي الآحداث واحد من فلاسفة القومية العربية المنهارة وهو عزمي بشارة الذي يفلسف تعليقه علي أحداث مصر ليؤكد من خلالها (أنه بسلامته) يعرف ويعلم أنها ستقع أنطلاقا من دور مصر القومي وو ..وو الي كل تلك الترٌهات التي يرددها منظُري القومية العربية الفاشلين ومنظري الناصرية البائسة الفاشلة المغموسة بدم الابرياء والذي مازال أرث الناصرية يحكمنا حتي الآن !.. ومن ابداعات الناصرية الدستور والنظام الحالي الذي يحكمنا حتي الآن ..وكيف يرفع البعض صور عبدالناصر الجلاد والذي قام شباب الفيس بوك بالثورة علي افكاره وأرثه ودستوره المطلق ..!.. المهم أن عزمي بشارة هذ الفاشل يدعي أنه يعلم ويعرف ( ابوالعريف ) وقوع تلك الثورة.. فكرني ذلك بأحد السائقين الفاشلين وهو يقود سيارته ويحدث الركاب وهو واثق من نفسه ويقول أنه يسير علي هذا الطريق منذ خمسين سنة حتي عرف وحفظ كل "مطب" فيه.. وكل منحني..وكل شجرة علي الطريق !.. واثناء حديثه الكاذب اصطدم بمطب صدمه قوية.. فأكمل حديثه الكاذب وقال ( وده مطب من اللي أنا عارفه ! )..كذب القوميين والناصريين ولو صدقوا !
والآن دخل الديكتاتور علي خامئني علي الخط يعلمنا ويوجهنا لتكون ثورة الشباب في 25 يناير ثورة اسلامية علي غرار الثورة الايرانية يتحدث ويده ملوثة بدماء شباب الانتفاضة شباب الفيس بوك عنده الذي ثار علي تزويرالانتخابات ودكتاتورية الملالي 
واغتصاب الشباب في السجون عنده واعدام105 منهم باصدار احكام الاعدام عليهم.. والمشكلة أن الملالي يعتبرون ذلك في خدمة الاسلام ! تبا لهم الاسلام يبرأ من الظلم والاعتداء.
ثورة الحرية بدأت وستنتشر في المنطقة كلها ..
لكني اهيب بشباب الثورة المثقف الواعي ومنهم الحركات التي نشأت علي الفيس بوك ومنهم المدونين من الشباب والفتيات المثقفين عدم أعطاء الراية لايا من الاحزاب والكيانات والتيارات والتي تريد أن تسرق ثورتهم ! وأطالبهم بأن تظل حركتهم سلمية ويبتعدوا عن خطط القوي الأخري من أجل مصر وطننا !
كتبه : محمد أمام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق