كما قلنا سابقا وتوقعنا أن الاخوان عندما ذهبوا الي ميدان التحرير يوم 28 يناير ( قدم في الميدان وقدم في قصر العروبة ) وبعد اندلاع الثورة بثلاثة ايام وصمودها ولاح من بعيد ان هناك تغييرا كبيرا هذه المرة في وقع الاحداث وعندما تحقق النصر تفتحت شهيتهم بعد صوم طويل الامد حاولوا ركوب موجة الثورة واطلقوا شعارات تتماشي مع ارضاء شباب الثورة وخدع اغلب الثوار لكن تلك المدونة توقعت ووضحت اهداف الاخوان من الالتفاف حول الثورة ومحاولة سرقتها ونسبتها الي انفسهم واعلان انهم اصحاب الثورة بدءا من انزال الشيخ يوسف القرضاوي جوا بالبراشوت ليصك شهادة استيلاء الاخوان علي الثورة ولكن الذي حدث بعد ذلك وظهوره جليا في احداث الاستفتاء علي التعديلات الدستورية ظهر جليا ان الاخوان عندما نزلوا في جمعة 28 يناير كان باتفاق مع النظام السابق لافساد وضرب الثورة لان السياق الاخواني دائما لايتحرك الا بعقد الصفقات مع اي سلطة قائمة ولا يغامرون ابدا بالرهان علي اي ثورة ناشئة لانهم في ادبياتهم يرفضون الثورات ويتعاملون مع اي نظام بقناعات اصلاحية من وجهة نظرهم واستمروا في الميدان حتي اذا اشار اليهم عمر سليمان بالسماح لهم بحضور الحوار الوطني ولاول مرة يتعامل النظام لظروف مرضية يتعامل سياسيا مع الاخوان وبشكل علني خلافا لعادة النظام بالتعامل الامني والتنسيق مع النظام في اي مناسبة او انتخابات او احداث مظاهرات كالتي حدثت في الملاعب الرياضية ايام الحرب الامريكية علي العراق كل ذلك باتفاق مع النظام ورغم مناداة شباب الثورة وكل القوي السياسية الاخوان بمقاطعة الحوار مع عمر سليمان لكنهم اصموا آذانهم واستمروا وتسرب بعد ذلك وبعد سقوط النظام أن ثمة اتفاقات تمت بشكل سري بين الاخوان وعمر سليمان ضد شباب الثورة ومن اجل مكاسب لتنظيم الاخوان كعادتهم دائما وقد نسقوا كما اعترف مرشد الاخوان محمد عاكف في انتخابات 2005 واستمر الاخوان بعد ذلك بالتفاوض السري مع المجلس العسكري ومعهم السلفيين من طرف آخر لمساندة المجلس العسكري في محاولته ايقاف عجلة الاستجابة للثوار وعودة الاستقرار باستمرار كل الاطراف في مواقعها ويكفي تنحي حسني مبارك ليستمر رموز النظام السابق في مواقعهم ويستمر الحزب الوطني ويتم استيعاب شباب الثورة في اشكال من العمل السياسي ارضاءا لهم وبمقتضي هذا الاتفاق تم تدشين حملة اسلامية اخوانية وسلفية لتأييد التعديلات الدستورية التي طلبها حسني مبارك بعد ارضاء الاخوان بتعيين صبحي صالح الاخواني في لجنة التعديلات الدستورية دون كل القوي السياسية الاخري ورضي الاخوان بالانقلاب علي شباب ثورة 25 يناير والخروج من التوافق الذي اوهموا شباب الثورة انهم يؤيدوه مع تطلعاتهم واحلامهم واعتبر الاخوان ان فرصتهم سنحت في حصد مقاعد البرلمان القادم بعد الموافقة علي التعديلات ..والآن شعر شباب ائتلاف الثورة بان هناك شيء ما يعطل الحالة الثورية التي تريد محاكمة حسني مبارك ورموزالنظام السابق وايضا اقرار قانون البلطجة بشكل مفاجيء والاصرار عليه وحركة المحافظين واحداث فتنة بين الاقباط والمسلمين ..
لكل ذلك دعا شباب ائتلاف الثورة ووافقتهم كل القوي السياسية والاحزاب للنزول يوم الجمعة 27 مايوا في شكل جديد لاحياء مدد الثورة الام الا الاخوان الذين هاجموا بضراوة كل من سينزل ميدان التحرير واصدروا بيانا يتهمهم وفي الاسكندرية دشن الاخوان حملة لاظهار ان الذي دعا الي ثورة الغضب الثانية هم العلمانيين والليبراليين الذين يعادون الاسلام وشهدت برامج التوك شو سجالا حادا مع رموز الاخوان بشأن بيانهم الذي صدر بعد اجتماع مكتب الارشاد يوم الاربعاء امس وبالذت في حلقة اخر كلام ليسري فودة وغيرها وكذلك كل المواقع وعلي الفيس بوك حيث غضب شباب الائتلاف وكل القوي السياسية من موقف الاخوان الغريب ..
وكما توقعنا ان يحدث ذلك في مقالاتنا هنا وقلنا ان الاخوان الآن في مرحلة محمد نجيب وضد جمال عبدالناصر وثوار يوليو ووقع الصدام الدموي في النهاية يحدث الآن نفس السيناريو يحدث الاخوان صداما مع شباب ثورة 25 يناير لكنهم كما خسروا اول مرة وغابوا في السجون اكثر من عشرون عاما ..لم يتعلم الاخوان الدرس ولم يغيروا من تكتيكاتهم العتيقة والمملة ولم يغيروا اساليبهم ولا افكارهم لانهم يعملون دائما لمصلحة تنظيمهم المقدس ولم يرتبوا ابدا اوضاعهم ليعملوا من اجل الشعب المصري ويتنازلوا عن اطماعهم المحدودة والمكسب السريع بدلا من الرهان علي الشعب وبالذات بعد 25 يناير فاذا كان سابقا مواجهاتهم تتم مع النظم السلطوية المتعاقبة ويقف الناس علي الحياد او ان منهم من يتعاطف مع الاخوان كضحايا لكن الآن بعد ان نال واستفاد الاخوان من جو الحرية الذي اتاحته لهم ثورة 25 يناير بدماء وتضحيات وشهادة شباب مصر الذين استشهدوا في الثورة يتهمهم الآن الاخوان بانهم علمانيين ومعادين للاسلام اي للاخوان ..لم يتعلم الاخوان الدرس ويسيروا علي خطي حزب العدالة والتنمية التركي وينتصروا للشعب ويستوعبوا اماله وحركته ويعبروا عن احلامهم بدلا من الاستغراق القذر كالعادة في مصالحهم الآنية ..وهل نجحوا مروة في رهانهم الخاسر لقد راهنوا علي محمد نجيب الذي جيء به من الثوار ليكون واجهة للثورة لفترة محدودة وتركوا الرهان مع عبدالناصر وزملاؤه والآن يراهنون علي عقد صفقات مع السلطة ولا يراهنوا علي عقد صفقات مع الشعب والثوار الحقيقيين..
غدا الجمعة اول الطلاق البائن بينهم وبين كل القوي السياسية وشباب الثورة ولن يعودوا عن ممارسة دورهم المعهود والذي صنعوه بأيديهم لا بصنع الآخرين.. كفزاعة.. يخشي منها الي درجة الرعب ...من كافة المصريين والداخل المصري والخارج الكل يخشي علي نجاح ثورة شهد لها العالم يخشي عليها من الاخوان واطماعهم القديمة التي احيوها مرة اخري رغم انها اوصلتهم الي الدمار طوال تاريخهم ورهانهم هذه المرة سيؤدي بهم الي الخسارة وخصوصا ان الصدام هذه المرة ليس مع اي سلطة حاكمة ليتعاطف معهم الناس ولكن صدامهم هذه المرة مع الشعب المصري ورموزه من شباب الثورة وكل القوي الحية والتيارات السياسية..
فهل يتم اشهار نهاية الاخوان السياسية غدا في احداث ثورة الغضب الثانية وخصوصا ان الجميع غضب بالفعل من هجوم الاخوان عليهم واتهامهم بالعمالة والخيانة فقد ورث الاخوان الآن مقعد الحزب الوطني وورث اغلبيته الكاذبة وورث قاموسة الذي كان يتعامل به معهم ومع كل المعارضين فهنيئا للاخوان بتركة الحزب الوطني فهناك شخصيات اخوانية تلعب ادوار رموز النظام السابق وورثت معاجمهم السياسية البليغة واتهامات العمالة للمعارضين
ثورة الغضب الاولي كانت ضد حسني مبارك ونظامه وثورة الغضب الثانية ضد الاخوان لكي يتم تطهير مصر بالفعل من كل العوائق التي تعيق صنع مجتمع ديمقراطي ومدني يتيح للجميع العمل لصالح تنمية مصرنا العزيزة
( وعلشان مستقبل ولادك خليك مع ا لأخوان ) وكا قال صبحي صالح وهوفتحي سرور الثاني لو رشحنا جزمة لنجحت !!
غدا الخروج الثاني للاخوان من حظيرة الحياة السياسية المصرية والخروج الاول كان في 1954..
كتبه : محمد امام نويرة




















0 التعليقات
إرسال تعليق