هل قدر علي الشعب المصري ان تسرق رغباته في التغيير دائما ؟؟
عندما هب الشعب المصري في ثورة 19 ثم ثورة يوليو التي قام بها الجيش وأيدها ولم يعد الجيش الي ثكناته وقتها رغم مطالبة الشعب لذلك وانتزع السلطة وقتها مجلس عسكري بقيادة عبدالناصر ورغم الوعد بتطبيق الديمقراطية في اعلان الثورة وقتها لكن لم يتحقق ذلك ابدا ولم يعد العسكر الي الثكنات ولم يترك السلطة حتي اليوم...وفي ثورة 25 يناير ايضا بدا للناس ان المجلس العسكري يؤيد الثورة المصرية واخذ علي عاتقه في بياناته الاولي انه سيحقق كل مطالب الثورة ولكن حتي اليوم مايزال النظام القديم يحكم من خلف الستار وهو وراء كل القرارات التي تصدر ومايتم هو تنفيذ جزئي لارضاء الناس دون تغيير ثوري يقتلع كل ملفات الفساد مرة واحدة بقرارات ثورية وبتنفيذ التغييرات الجذرية التي تعنيها اي ثورة في حال قيامها...
وحتي جمعة استرداد الثورة في 30 سبتمبر التي تؤكد علي ان الثورة مستمرة علي اكتاف شباب الثورة الحقيقي الذي قام بالثورة وبعد ان انفصلت عنه كل الاحزاب الرجعية والاخوان الذين لحقوا بالعربة الاخيرة للثورة في يوم 28 يناير من اجل تقسيم الكعكة وهم الذين يقودون الثورة المضادة لضرب الثورة التي ارادها شباب الثورة الحقيقي ليعطوا شرعية للاوضاع الحالية والتي تعد استمرارا للنظام السابق وفي ظل تشوهات سياسية وغياب دستور حقيقي يلبي مطالب الثورة في التغيير لن يكون مجلس الشعب والشوري القادمين الا تكريسا لانهاء الثورة وعودة للاوضاع القديمة مما يمهد الي تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح عودة حميدة لانتاج نسخة من مبارك يتم هذه المرة تحريكه كالاراجوز من خلف الستار ..وهذا السيناريو يتم الآن تدشينه ومنذ مفاوضات عمر سليمان مع الاخوان والوفد وهو موعد ولادته ورغم كل مكاسب الاخوان في اشهار حزب لهم وفتح مقرات فان ذلك كله يتم في مناخ يتشابه مع مناخ حكم مبارك وفي ظل عدم وجود تغيير حقيقي سيتم التنكيل كالعادة بالاخوان والسلفيين حينما ينتهي دورهم تماما في استقرار الاوضاع السياسية لصالح نظام مبارك وعمر سليمان وبسبب غباؤهم التاريخي وقفوا ضد لحظة تغيير حقيقي لمصر حيث الديمقراطية الكاملة والحرية والتي كان الرهان عليها افضل للاخوان والاحزاب القديمة من وعود عمر سليمان والمجلس...
وامريكا واسرائيل والسعودية تساعد بقوة ذلك السيناريو لان مصلحتهم هي في عدم وجود ديمقراطية حقيقية ستضر بمصالح اسرائيل وامريكا والسعودية علي المدي البعيد وانهم يفضلون التعامل مع نسخة من نفس نظام مبارك يؤدب الشعب المصري ويمسك بقوة باطراف الحكم ويقبض علي قواعد اللعبة السياسية كما امسكها مبارك المخلوع..
ورغم كل عوامل اليأس والاحباط لكن الحقيقة الوحيدة التي لايعيها الاخوان والوفد والسلطة الحالية ان الشعب كسر حاجز الخوف وان قوي شبابية كثيرة ملأت الشارع ولن تعود الي ثكناتها الا اذا عاد المجلس الي ثكناته واذا كان سابقا لم يسمح مبارك المخلوع بممارسة السياسة الا للاخوان والوفد والاحزاب الورقية التي ملأت الساحة الآن والتي ذهبت الي اجتماع المجلس العسكري وتتفاوض باسم الشعب والشعب بريء منها وهي تفاوض علي طريقة ( جورج الخامس يقاوض جورج الخامس ) تذهب للاسف لتجني ثمار دماء الشهداء وتبيع نفسها من اجل ان يكون لها نصيب في قطعة الجاتوه او التورته السياسية ومالم يدركوه ان القوة الحقيقية الآن والتي تتحكم في قواعد اللعبة السياسية ليس اي احد سوي تكتلات ومجموعات شباب الثورة والتي يزداد عددها يوما بعد يوم ولن يستطيع احدا مهما كان ان يمنعهم من سعيهم وحلمهم بالتغيير الكامل الذي لايقبل المناصفة في الحلول ..لم يعي الاخوان ولا الاحزاب انهم يراهنون علي الحصان الخاسر وانهم يتعرون حتي من ورقة التوت وسيخسرون في النهاية..
لان الثورة الحقيقية لم تحدث بعد وان ماحدث حتي الآن هو ارهاصات وتجهيزات للثورة الحقيقية التي ستكون ضد كل تلك القوي المزعومة ومنهم الاخوان والسلفيين وكافة الاحزاب الكرتونية..




















0 التعليقات
إرسال تعليق