| 0 التعليقات ]








مازلت اذكر وانا مقتنع تماما ان مشكلاتنا كلها سببها الرئيسي هو.. ثقافتنا الموروثة التي جعلتنا شعوب من الكسالي وتنابلة السلطان ننتظر الانعام والصدقات والعطايا من الحكومة التي هي في الفلكلور الشعبي امنا التي ترضعنا وتساعدنا علي التبول والتبرز والمسح باوراق التواليت ..تلك ثقافتنا المريضة والتي اوصلتنا الي هذا الدرك الاسفل والي هذا التخلف المقيت ( ان ننتظر غيرنا ليحل مشاكلنا او ننام في انتظارالمعجزة او المهدي المنتظر الذي سيحل مشاكلنا او الملك العادل الذي يعطينا ..كلنا في انتظار " جودو") .. وثقافتنا تلك لها اسبابها ( تكلمنا عنها في مقالات سابقة في تلك المدونة فليرجع اليها ).. فقد تم التعاقد" الغير مكتوب" قديما بين الملوك والسلاطين ( منذ انقلاب الامويين وتسلمهم الحكم ) بينهم وبين المشايخ وطبقة العلماء ..علي ان يقتسموا السلطة والخراج الذي يجتبي من ايرادات الدولة والضرائب ( الملوك لهم حكم الدولة.. والمشايخ والعلماء لهم سلطة الدين علي الناس ) وعلي المشايخ والعلماء تدعيم حكم وسلطة الامويين واقناع الناس بالتسليم والاذعان لهم بادلة دينية وتخريجات شرعية ..وبالفعل قام المشايخ والعلماء بتدعيم سلطة الامويين علي اكمل وجه ( بل ونشأ نتيجهة ذلك الاتفاق والتزاوج مذهبا فقهيا يضم ويحتوي ويتضمن تلك الافكار ) حتي مجرد الكلام الذي يتكلمه الناس وكان الناس بالطبع متعاطفين مع احفاد النبي صلي الله عليه وسلم (علي واولاده ) فأفتي العلماء بحرمه الحديث فيمااشتجر بين الصحابة لقطع الطريق امام تعاطف الناس مع "علي واولاده".. وقام العلماء بدورهم لتدعيم سلطة الامويين عن طريق الفتوي بذلك.. ولكي تغدق الدولة الاموية عليهم بجزء من ريع الدولة وتعطيهم الحق في اقتسام السلطة ...وطلبوا من الناس الطاعة للحكام وعلي انها عبادة وقربي الي الله وطاعة ولي الامر( نفس افكار الجماعت الدينية الان التي تجند السذج وحسني النية واصحاب العاهات النفسية بتلك الدعوات والافكار المغلوطة عن الدين الحقيقي ) ..حتي ولو كانوا ظالمين ولو كانوا عصاة ( اطيعوهم ما اقاموا الصلاة ) وتجد العجب العجاب في كلام علماء اهل السنة والجماعة وفي ظهورهم العلني بتأكيد سلطة الامويين وتطويع النصوص لصالح حكمهم وتعويد الناس وتلقيمهم فقه الانسحاب من المسئولية الجماعية او المجتمعية عن ادارة شئون الدولة والمجتمع لصالح انفراد الحكام والسلاطين بالحكم.. وعدم معارضتهم بل واقناع الناس انهم قطيع من الغنم.. وان الحاكم هو راعي استرعاه الله عز وجل عليهم.. يسقيهم ويطعمهم ويوفر لهم الامان .. وهذا ايضا لم يتم بالصورة المطلوبة ..تعود الناس بسبب فتاوي وكلام العلماء الذين يطيعوهم ويجعلونهم قادة لهم ( لانهم ممثلي الدين وعلماؤه ) علي السلبية والانساب من الحياة وان جل امرهم كما يقول العلماء ان يدعوا للحاكم والسلطان ان يوفقه عي حكم الرعية.. وان يصلح احوالهم.. واقصي ما يبادرون الي فعله امام ظلم الحكام البين ان يدعو عليهم في الصلاة.. ويتهم العلماء ان من يخرج علي الحاكم انما يعتبر مثير فتنة والفتنه نائمة لعن الله من ايقظها ..هكذا دعم العلماء من اهل السنة والجماعة حكم السلاطين بثمن بخس ..والنتيجة هو ضياع التجربة الاسلامية الوليدة في ان تمتد بعد حكم الخلفاء الراشدين.. وان يتم ميلاد واستنباط فقه سياسي رشيد ينمو ويتطور مع الزمن منذ بدء التجربة الاسلامية في ان الحاكم يختار بالبيعة العامة ومن خلال العرض علي الناس واخذ موافقتهم كما تم في بداية التجربة السياسية بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ..تم اجهاض تلك التجربة منذ انقلاب معاوية وتم استبعاد دولة القانون التي ولدت وأخضعت الناس والحاكم ايضا الي تطبيق القانون ..وللاسف ان العلماء هم الذين قاموا بالدور الاكبر في تدعيم ذلك الانقطاع ولا تجد في المكتبة الاسلامية اي رصيد يذكر يتحدث في الفقه السياسي او الاجتماعي والاقتصادي يعزز افكار التجربة الاسلامية الوليدة ويعزز مباديء واحكام ومرامي القران.. لاتجد الا بضع كتب قاصرة لا تقدم شيئا مثل كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وكتاب اصلاح الراعي والرعية لابن تيمية... ورغم انهما فقط يتكلمون عن وصف للواقع السياسي الذي يعيشون فيه ولايقدمون أي نظرية سياسية مفيدة.. حتي علماء المذاهب الكبري عند اهل السنة والجماعة ( الحزب الحاكم ) اسرفوا في مذاهبهم ومن جاء بعدهم من مشايخ حواشي المذاهب الي درجه التفاهة احيانا في مواضيع فقه الطهارة والوضوء والحيض والنفاس ..وتضخم فقه العبادات التي انسحب مفهومها فقط ( وهذا ضد مفهوم الاسلام الحقيقي ) الي الصلاة والحج وصوم رمضان تضخم الحديث عن فقه العبادات تلك.. واستغرق كل جهد العلماء ..حتي توارث الناس مفهوم الدين علي انه تلك العبادات فقط.. وحدث ان ظهرت تيارات دينية شعبية تم افساح المجال لها عمدا لانها لا تعارض حكم الدولة الاموية او العباسية حدث ان ظهرت الوان من التدين ( طبعا في غياب المعاني الحقيقية الكبري في الاسلام التي تعني بالدولة والمجتمع ) ظهرت مدرسة تدعو وتتعمق وتتشدد وتفاصل وتكفر في كل الامور التي تنتسب الي التدين الشكلي مثل الزي واللحية والنقاب والاضرحة والموالد وكل مايمت الي التدين الشكلي استغرق هذا الشكل من التدين جانب كبير من الناس وبالذات الذين يعيشون في الصحراء كالبدو وفي الحجاز ( ظهرت بعد ذلك الوهابية التي اقتسمت السلطة مع الامير سعود ) وكان قد انجب هذا الاتجاه الشكلي في التدين الامام احمد بن حنبل واتبعه وعمقه اكثر ابن تيمية ثم محمد بن عبدالوهاب وفي ظل غياب الامور الكبري في الشريعة والتي تهتم بالسياسة والحياة الاجتماعية والاقتصاد تنبت تلك المذاهب كالبقل بجوار البرك والمستنقعات الاسنة.. تحصر التدين في الشكليات وتنقل عادات وتقاليد اهل مكة ايام نزول الوحي علي انه دين وقربي الي الله.. وتبعد عن حقيقة تعاليم الاسلام التي نزل من اجلها ..وتكفر اي مخالف لهم في تلك الشكليات لان من يتدينون بهذا التدين الشكلي هم اصحاب قلوب ونفوس حادة وجافه تتمرغ في البداوة وتفهم الدين من خلال حياتهم وتجربتهم الخاصة في الحياة التي يعيشونها.. والمشكل الكبير هنا ان كل من يريد فهم وحصر الاسلام في تجربنه الخاصة وحياته الوضيعه الخاصة به ..يريد ان ينقلها لنا ويعممها ويلزمنا بها علي انها دين وقربي الي الله.. ومن يرفضها فهو كافر.. وفي مسألة التكفير انظروا الي الاما م علي بن ابي طالب لم يكفر الخوارج عندما سالوه حتي انه نفي عنهم تهمة النفاق واقر لهم بمساجدهم التي يصلون فيها لكن ابن تيمية كفرهم وهو الامام الذي اخذ شهرة عند الاجيال المتعاقبة والتي نشأت في ظل اوضاع استبعد فيها الاسلام عن حقائقه الكبري في السياسة والاجتماع والاقتصاد واقتصر فقط علي الفروض العبادية والفردية وكما يحدثنا بعمق عن ذلك شبخنا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.. وطبعا افكار التكفير تلك والتدين الشكلي الذي ينمو اليوم بشكل مطرد يتم افساح المجال له عمدالانه لايتعارض مع سلطة الحكام ولاينازعهم في سلطتهم ولا يقدمون افكارا او مشاريع لانشاء مجتمعات بديلة عن الوضع الحالي او الماضي وليس عندهم الا افكار الانسحاب من الحياة والخصام والخصومة مع الناس وحياتهم ومع المجتمعات ..والمعارك الحالية التي تدور بينهم وبين حكام الدول ( مثل السعودية واليمن وباكستان وغيرها ) انما هي مغازلة رومانسية وعاطفيه بينهم وبين الحكام لان الحكام يعتمدون في استمرار حكمهم علي وجود تلك الجماعات واقناع العالم الخارجي باحقيتهم في الدعم والمساندة لانهم يحاربون الجماعات التي تتخاصم مع الحضارة والحداثة والعالم الحر.. فوجودهم مطلوب احيانا من جانب السلطة. وهذا هو نفس الحال قديما منذ الدولة الاموية ..وتجد ان الافكار والابداعات الاسلامية الحقيقية التي كانت من الممكن لو تم الاخذ بها لتغيرت المسيرة الاسلامية ولتم ميلاد ثقافة مغايرة.. ولابدعنا مجتماعات تتشابه في معطياتها مع المسيرة الاوربية القانونية و السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية .. ولانهم يدعون الي رؤي أخري تستمد من الاسلام مفهومها العقلي والحضاري اتهمت من علماء الدولة وعلماء اهل السنه والجماعة بل ومن علماء الظاهر والتدين الشكلي مثل بن تيمية وغيره بالخروج عن الاسلام و للاسف تم تكفير ومحاربة تلك المذاهب الجديدة مثل مدرسة بن رشد وفكر وفلسفة الفارابي ولان بن رشد يدعو الي ان الاسلام الحقيقي يجعل الناس مسئولة عن اوضاعها القانونية والسياسية والاقتصادية والحياتية وان الله اوكل للعقل القيام بمسئوليته في ان الانسان مسئول عن حياته وان حياته ليست صك يعطيه للحكام والعلماء ينتظر منهم ان يشكلوها كما يريدون ...افكار بن رشد في مجملها تجعل الشعوب تحمل مسئولية تغيير حياتها وعليها انتزاع حقوقها بايديها وان الناس لو انتظروا دهورا لن يتغير شيء وليس انكماشهم واستسلامهم للسلاطين والعلماء دينا يتقرب به الي الله.. لان الله عز وجل لم يطلب منهم ذلك..ولم ينزله دينا بتلم المفاهيم المغلوطه والتي تتضمن السلبية والتواكل والتي جعلت من شعوبنا الان بتلك الحالة المزرية من السلبية والتواكل والكسل والخنوع في ظل عالم يتغير ويتحرك كل ثانية ونحن خامدون نائمون ننتظر من يأتي ليغير حياتنا او ننتظر من حكامنا ان يقوموا وحدهم بهذا التغير ولن يحدث ذلك بالطبع الا بايدينا نحن فالشارع القذر والمليء بالزبالة لن يكون نظيفا ولو دعونا ليل نهار في صلاتنا بل لابد ان نتحمل نحن وبأيدينا نقوم وننظفه ونطهره وهذا منطق عقلي واي صاحب عقل يفهم ذلك فلماذا نلغي عقولنا عن فهم معطيات التغيير والتتطور والرقي لان لها اسبابها المادية فلا يجب ان نهتم فقط باتيان الصلوات والحج والعمرة وننسي ونترك شوارعنا وحياتنا مليئة بتلك القذارة وكأن غيرنا هو المسئول عنها او ليس الدين الحقيقي الغائب عن مظاهر التدين الشكلي الحالي يجعلنا نحن المسئولين عن ذلك وان مفهوم ان نحكم عقولنا ونتحمل مسئولية حياتنا منتهي العبادة الحقيقية ؟؟؟؟ .. تلك الافكارالتي انطلقت من فقه بن رشد وقتها كانت ستجعل الناس تثور علي اوضاعها وتتحمل مسئوليتها وان العقل هو الحاكم في تلك التكاليف للاسف تم حرق كتبه وتم تكفيره من المدرسة الرسمية ومن كتيبة علماء السلطة والمذاهب الرسمية المعتمدة من الدولة ومن مدرسة البداوة والصحراء مدرسة بن تيمية بنت الصحراء وليس عجبا ان تنشأ أفكار بن رشد في مجتمع متحضر في الاندلس لان حياة الحضارة والعلوم كلها غير مجتمعات البداوة ولو تغير الحال وصارت مدرسة بن رشد مكان مدرسة بن تيمية لتغير الحال في المسيرة الاسلامية لوصلنا لما وصلت اليه المسيرة الثقافية والعلمية والسياسية والحضارية الاوربية. وتتعجب ان بن رشد ياخذ منه الغرب ويعتبرونه الي الان في كتبهم المعلم الاول وأفكاره هي التي فجرت في اوروبا تلك الحرية التي جعلت الاوربيين يتمردون علي افكار الكنيسة ويبدأون صحوتهم ونهضتهم ويصلون الي التقدم الذي هم فيه الان ولا عجب ان افكار المدرسة الرسمية الفقهية وافكار بن تيمية هي التي اوصلتنا الي هذا الكم من التخلف والجهل الذي نعيش فيه بامتياز.. انظر حولك علي طول الخارطة الاسلامية لاتجد علي مستوي الكرة الارضية سوي عالمنا نحن الغارق في التخلف وجماعات الصبيان التي تتقاتل بامرة امراء الحرب والمشايخ ..وقوضت تلك الجماعت مجتمعاتهم وصارت شوارع تتقاتل بالفتاوي الدينية والسلاح.. انظر الباكستان وهي قد كانت جزء من الهند سابقا انظر الان حال الدولتين الهند الان هي من كبار الدول الديمقراطية والعلمية والتكنولوجية وانظر الي الباكستان حواري وشوارع تتقاتل بالفتوي والسلاح وتنتحر رويدا رويدا حتي اشرفت علي الاختفاء من علي الخارطة الدولية.. انه ميراث الفقه الذي نبت وترعرع والعقد الذي تم توقيعه في الخفاء وبليل وبمؤامرة بين سلاطين الدولة الاموية وبين المشايخ والعلماء الذين ساروا في رحلة تدعيم السلطة المتغلبة ولم تجد من يتصالح مع نفسة ويتخاصم مع تلك الزفة الكاذبة ....يتبع

كتبه : محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق