| 0 التعليقات ]





كتبه : محمد امام نويرة



مهرجان الازياء التنكرية للجماعات والتيارات ( الاسلامية )


في مسألة الحجاب والنقاب


منذ ان ظهرت كل التيارات والجماعات الاسلامية وهي تركز علي دعوة النساء الي ارتداء الحجاب والنقاب ولأن تلك الدعوة تدخل ضمن حزمة من التدين الشكلي الذي تحرص علي الدعوة اليه والتركيز عليه في الخطاب الديني لكل الجماعات الاسلامية ..ويفهم المتلقي ضمنا ان تلك الغلالة من القماش سواء كانت النقاب او الحجاب هي سبب رئيسي للدخول الي الجنة والهروب والنجاة من النار..


من الممكن ان نفهم ضمنا ايضا في ظل الصراع الدائر بين الحكومات وتلك الجماعات حرص تلك الجماعات علي تسييس عملية ارتداء الحجاب او النقاب لانها تعتبر ان انتشاره في المجتمع هو استفتاء علي وجودها في الشارع السياسي ولهذا لايهمها اي فضائل اخري ليس لها ظهورها المكثف مثل تلك الغلالة ..


وتختفي وراء عملية  تسييس المظهر المرتبط عند العامة والمجتمع بالتدين مثل الخمار والنقاب واللحية عند الرجال ..


المعاني الحقيقية الاصيلة للدين الاسلامي العظيم المعني بحقائق الاشياء وعمقها وتأثيرها علي عملية تغيير النفس البشرية..لكن هذا النمط من التدين الشكلي اضاع الجهود وصرف الانتباه عن القضية الاساسية التي يعتني بها الدين من قصده الاساسي في تغيير الانسان ومسعاه في رؤيته للكون وللحياة ورسم خطواته المتصلة بالسماء علي الارض واقامة العدل واشاعة الاخلاق الفاضلة..


اين ذلك من ان يتم الاعتناء وتعبئة الجماهير علي ان مجرد غلالة من القماش او شعيرات لحية هي هذف رسالة السماء وهي الرسالة التي ارادت السماء ارسالها الي الناس عن طريق الوحي ذلك الحدث الجلل الذي يشيب له شعر الولدان عندما تتصل السماء بالارض ليتنزل الوحي العظيم من خلال جبريل عليه السلام لتهتدي البشرية وتقوم اعوجاجها ويحارب الظلم المنتشر في الارض بسبب غياب اهداف الانسان التي خلق لاجلها..


ان معركة تسييس الدين والتي بدأها الشيخ حسن البنا في ظل مشروع هو في مجمله استدعاء تاريخي لنموذج الحكم الذي يسمي بالحكم الاسلامي منذ ان اغتصبت الدولة الاموية الحكم من بني هاشم والتأكيد علي ان هذا النموذج الذي طبق في ظل حكم الامويين والعباسيين والعثمانيين علي انه صورة للحكم الاسلامي الراشد بدون مراجعة تاريخية ونقد للتجربة السياسية التي تم تطبيقها ومعرفة الخلل والاستبداد وقتل الخصوم وعدم قبول الاخر او الاقرار بالاختلاف في الراي تلك اهم سمات التجربة السياسية للدولة الاسلامية في ظل حروب اهلية وثورات مستمرة واراقة الدماء. ولم يتبني الفقهاء المسلمون علي مدي تاريخهم رؤية بديلة لمشروع سياسي يدعم قيم الاسلام العظيمة والتي نزل من اجل اقرارها في حياة الناس مثل العدل والحرية والشوري هروبا وخوفا من الاصطدام والصدام مع الخلفاء وامراء الدولة وركزوا جل اعمالهم في قضايا فقه الطهارة والوضوء والمعاملات الاسلامية والتي تنحصر فقط في علاقة الفرد المنعزل عن مسار الاحداث السياسية مع الاخرين اقتصاديا او اجتماعيا ومعرفة الحلال والحرام في تعامله اليومي .اما شأن الدولة او السياسة او المجتمع فلم يتطرق له احد من الفقهاء مما تلاحظه في فقدان المكتبة الاسلامية علي كثرة المصنفات فيها والتي لم تترك شاردة او واردة الا وتحدثت وتكلمت فيها حتي زواج الرجل من أنثي الجن افتي فيه الفقهاء ومع ذلك تهرب الجميع و الفقهاء من استحقاقاتهم في ان يدلوا بارائهم في الحكم والسياسة واموال الدولة المغتصبة من قبل الامراء المتعاقبين والتي اعتبروها بدلا من ان يكون هناك فقه يجعلها ملك للناس اعتبرها الامراء والخلفاء علي التوالي علي انها من املاك السلطان الخاصة يعطون منها العطايا لمن يرضون عنهم عطايا  ..لاتجد للاسف في تلك المكتبة الاسلامية اي رصيد يذكر في تلك القضايا المهمة فيما عدا تلك الفترة القصيرة التي كانت في ظل الخلفاء الفراشدين وانقطع الخيط بمجرد اغتصاب السلطة من جانب الامويين .


كانت تجربة الاخوان علي يد حسن البنا والتي وقعت في نفس الخطأ هي استدعاء لنفس النموذج والمرفوض حضاريا وكان يجب علي العاقلين والمهتمين بالشئون الاسلامية والفكرية ان يقدموا نموذجا سياسيا اخر غير الذي طبق تاريخيا ..لكن كانت سمة الرفض هي التي وصمت العلاقة مع منجزات الغرب في الفقه السياسي حتي ان الجماعات اعتبرت الديمقراطية كفر او بدعة وحتي الامام حسن البنا والاخوان الي فترة قريبة تعتبر البيعة للحاكم علي المؤبد ولم يتم تقنينها علي مدد محدده مثل النظام الغربي الا مؤخرا وحتي فكرة الاحزاب .رفضها الشيخ حسن البنا ..


لاغرابة اذن ان تجد منتهي التناقض بين الزي والخمار والنقاب وبين مجمل الاخلاق التي من المفروض ان يستدعيه ارتداء الخمار والنقاب او اللحية.


انظر لظاهرة الفنانات وممثلات السينما اللاتي ارتدين الخمار والحجاب الاسلامي ثم عادوا مرة اخري للتمثيل بمخارج شرعية قرروها لانفسهم سواء هم او مفتوهم من مشايخ الفضائيات والكليبات التلفزيونية والذين يتبنون بقوة الدعوة الي التدين الشكلي والذي يناسب للاسف مجمل حياتنا الوضيعة والسيئة في ظل غياب الاخلاق الاسلامية الرفيعة وكان هذا اللون التجاري للتدين يعطي مجالا للبيزنس الذي يستغل الدين في جني الارباح المالة والادبية والشهرة والنجومية هي هي نفس اخلاقنا المناتشرة في كل المجالات .فكيف تعود الممثلة المحجبة للتمثيل وهي التي تركته من اجل المحرمات التي تحيط به او غياب السمو والرقي في دهاليز الفن عموما.. هل عادوا لاجل المال ام ان الظاهرة لاتعدو كما اسلفنا علي انها نيولوك جديد للشخصية يتم تشكيلها بنفس مقوماتها في صورة تجارية لتدين شكلي لايعني بعملية تغيير حقيقي بقدر ما يتماشي مع قيم العصر الجديد من الثراء الفاحش والنجومية من خلال صورة جديدة لنفس الشخصية بتركيبتها الاخلاقيه المرفوضة..


وهكذا فان تركيز التيارات الدينية علي التدين الشكلي فقط وتسييس الاشكال المنتسبة للدين عند العامة الحجاب والنقاب واللحية دون الغوص في الاخلاق الاساسية والتغيير المطلوب والذي تتطلبه قيم الاسلام الحقيقية ..اوجد تلك الحالة الغريبة والتي يشارك فيها العامة والذين يمسحون عن الشخصية التي ارتدت اي شكل من اشكال الحجاب او النقاب او اللحية ويغفرون لها كل موبقاتها وجرائمها والتي تستمر مصاحبة للشخصية في صورتها الجديدة  حتي رنات التليفون دخلت مجال الخدمة الدينية للدجل والضحك علي الناس وتسمع اعلانات عن رنة تقودك الي الجنة ا وان شاشة تلك القناة الفضائية دون غيرها هي التي تقودك الي الجنة ! او عسل النحل الاسلامي او الاعشاب الاسلامية.


للاسف ان اقول ان الذي يحدث لهو مهرجان وحفل للازياء التنكرية حيث تتنكر الشخصية القذرة والمتعفنة في اغلب وليس كل الحالات في صورة وزي المتدين الملتزم وهذا ليس زيه الحقيقي ولا شكله الحقيقي مهما رسم علي وجهه كل اشكال التدين والورع وقام بدور الممثل البارع  فلن ينسينا ابدا محتواه وموضوعه الفاسد المنحل .


ويشارك بصورة قوية حفل ومهرجان الازياء التكرية ممثلات محجبات وفنانات وممثلين اطلقوا اللحية ويمثلون ادوارا دينية وفي اغلب المواقع والمناصب تجد ارباب ورواد مهرجان الازياء التنكرية يخرجون لك لسانهم وكانما يقولون لك  اخبط راسك في حيطة برضه احنا دهنا وشوشنا دوكو !
كتبه : محمد امام نويرة


0 التعليقات

إرسال تعليق