كعادة الأخوان التاريخية في تضييع الفرص التي لا تأتي الا نادرا ضيعوها ايام السادات حينما عرض عليهم عن طريق الدكتور محمود جامع تحويلهم لحزب سياسي يعطيهم الشرعية القانونية ويجنبهم الصدام الدموي مع السلطة لكن وجود اعضاء النظام الخاص وفلول التنظيم السري الذي اودي بجماعة الآخوان دائما الي الصدام الدموي مع كل الرؤساء وكل الانظمة حتي الشيخ المؤسس نفسه الشيخ حسن البنا لم يستطع أن يتغلب علي النظام الخاص حينما ورط الاخوان في حوادث ارهابية معروفة وحتي اليوم مازال اعضاء وفكر النظام الخاص يسيطر علي تنظيم الاخوان ويجعل الاخوان (تنظيم براسين ) ويدبر الانقلابات العسكرية للاستيلاء علي قيادة الاخوان كما فعل في بيعة القبور عندما اتي بمصطفي مشهور من غير انتخاب رسمي واعلنه مرشدا للاخوان ضد كل اللوائح المعمول بها داخل الاخوان..وفعلها ايضا عندما اصر مرشد الاخوان محمد عاكف علي الاستقالة وعدم التجديد له وفرض عصام العريان ليكون عضوا في مكتب الارشاد وانتهي الامر بحركة انقلابية من النظام الخاص علي يد الدكتور محمود عزت وريث سلطة التنظيم السري الساكن الآن في قسم التربية ..والآن يعيش الأخوان حالة من التمزق الفكري والتنظيمي بعد ثورة 25 يناير وبعد حالة السيولة التي اصابت الحالة السياسية والحركية بعد الثورة وكل الاصلاحات التي كانت مطلوبة داخل الاخوان ومنها تشكيل حزب وكانت مؤجلة باستمرار بحجة الوضع الأمني والهجوم علي الاخوان والاعتقالات وحالة الحرب التي يشهدها الاخوان بتلك الحجة استطاع اعضاء النظام الخاص تأجيل كافة الاصلاحات والتي كان يضغط لاجل تنفيذها الاصلاحيون داخل جماعة الاخوان واعضاء اللجان السياسية داخل الاخوان ..تم رفض كل اجندات ومطالبات الاصلاح الداخلي واجراء تغيير في اللوائح الحاكمة منذ النشأة الاولي للاخوان ..لكن تم ضرب تلك المطالبات الاصلاحية بعرض الحائط تحت حجة الوضع الامني وحملات الاعتقالات حتي انه تم فصل مجموعة شباب الاخوان الاصلاحيين ومنهم ابوالعلا ماضي وعصام سلطان الذين بادروا بعمل حزب الوسط وتمت محاكمتهم بطريقة تعسفية وفصلهم من الاخوان بسبب اقدامهم علي تقديم اوراق حزب الوسط وحتي محمد عاكف الذي كان يؤيدهم وكان مسئولا تنفيذيا في القاهرة الكبري تنصل منهم وخذلهم وكذلك عصام العريان وعبدالمنعم ابوالفتوح فضلوا مصالحهم الخاصة علي ان يتورطوا مع شباب حزب الوسط..والآن بعد الثورة جرت الدماء في عروق الاصلاحيين وبالذات شباب الاخوان الذي اختلط بشباب ثورة 25 يناير وتأثر بالحركة الثورية العامة طالبوا الاخوان بسلة اصلاحات تطال طريقة انتخاب المرشد ومكتب الارشاد ومؤسسات الاخوان بصفة عامة ومن اجل تفويت الفرصة علي هذا الشباب من جانب المحافظين واعضاء النظام الخاص وقسم التربية قرر مرشد الاخوان في حركة تمثيلية تفويض خيرت الشاطر في تقرير ملف الاصلاح وحده ..وكما يفعل الحزب الوطني ورؤساؤه سابقا يجري مكتب الارشاد ويسابق الشباب لاقناعهم بأنه ثمة تغيير بحركات بهلوانية لاتعني شيئا سوي الاستمرار في نفس السياسات والاوضاع القديمة يفوتون الفرصة علي ثورة الشباب داخل الاخوان بتمثيلية اعطاء ملف مايسمي بالاصلاح الي خيرت الشاطر المعروف عنه انه متعصب ومحافظ وتقليدي ومتمرس بفكر سيد قطب المرفوض من جانب اخوان 48 والذين تربوا علي فكر الامام البنا الذي يتناقض مع فكر تنظيم 65 المرتبط والمتشيع لفكر سيد قطب والذي يعتمده قسم التربية كملهم لافكاره وبرامجه...
وكذلك قام مكتب الارشاد ليفوت الفرصة امام الضغوط الشديدة من جانب المفكرين والمثقفين وكافة الوان الطيف السياسي والمجتمع المدني الذي يطالب الاخوان باعلان حزب مدني يتعامل مع السياسي بعقلية منفتحة ومن خلال حزب سياسي يقر بمدنية الدولة وامام هذا الضغط الاعلامي والسياسي قام الاخوان باعلان انشاء حزب وكلف بعض الملتزمين والذين يعرف عنهم الطاعة العمياء ولايملكون رصيدا فكريا او ثقافيا او سياسيا سوي اجادتهم ( خطوة تنظيم ) ومنهم سعد الكتاتني الذي يعيش علي اعانات الاخوان ليؤدي دوره المنضبط وبسبب اختياره استاء عبدالمنعم ابوالفتوح وهو الذي كان ينتظر ان يكلف بالحزب السياسي للاخوان ..
المهم والذي نريد ان نقوله ان الاخوان علي المستوي التنظيمي والفكري والحركي يخافون من مرحلة مابعد ثورة 25 يناير كما كتبنا سابقا في مقالات نشرت هنا ان حالهم في اثناء حكم حسني مبارك كان افضل لهم وافضل لافكار النظام الخاص وقسم التربية فالقبضة الحديدية من محمود عزت وباقي اعضاء النظام الخاص كان يروج لها بأن الجماعة في حالة حرب من النظام مع ان نظام حسني مبارك افاد الاخوان بأن جعلهم ( لتحقيق مصلحة للنظام ) جعلهم المتسيدون لارض الملعب السياسي والديني وحدهم بلا منافسة ووضع النظام الامني لحسني مبارك قواعد اللعبة السياسية بأن يظل الآخوان هم فرسان الساحة السياسية والدينية من غير منافسة من جانب الاحزاب الاخري ومن جانب السلفيين الذي تقايض معهم النظام السابق بأن يحرٌموا العمل في السياسة..
الآن بعد ثورة 25 يناير يخاف الاخوان من تجربة حزب آخر يحمل اسم الاخوان وكما حدث في تجربة الاخوان في الاردن من منافسة حزب العمل الاسلامي الاخواني لمكتب الارشاد ويستقل بقراراته مع الاعضاء الآخرين الغير منتمين حركيا وفكريا لجماعة الاخوان مما اوصل تلك التجربة الي نهاية النفق المسدود وبالتالي خوف الاخوان هنا ان تنشا قيادة اخوانية جديدة تكون لها صفة القانونية والعمل ومع تقدم الزمن ودخول عناصر اخري غير اخوانية عضوية الحزب وبالتالي من الممكن ان تحدث تحولات وينشد جسم الاخوان العضوي الي مفترقين يجذبانه ومن الممكن ان يستقل الحزب بقراراته بعيدا عن القواعد العرفية التي تجعل الحزب خاضعا لمكتب الارشاد بدون ضمانات قانونية تلزم الحزب بالخضوع لمكتب الارشاد وبالتالي خوفهم من ذلك المصير أن يتنازع الاخوان وجسم الاخوان قيادتين جعل الاخوان يختارون عناصر معروف عنها انها لاتمتلك اي رؤية سياسية ومعروف عنهم الطاعة العمياء والزام الاخوان انهم بشكلهم الحالي يكونوا هم الحزب في الوقت نفسه ( مثل الرجل الذي يريد ان يخرج من منزله فتقول له الزوجة هتلبس ايه النهاردة جلابية الحزب ولا جلابية الجماعة !!)
والمشكلة الكبرة التي تواجه الآخوان تلك الضغوط داخل الاخوان وخارجهم ليحدث التحول الفكري والسياسي علي غرار حزب العدالة والتنمية التركي وهذا لن يحدث بتاتا لاسباب موضوعية فالفكر المحافظ والسلفي الذي يسيطر علي الاخوان من خلال اعضاء النظام الخاص واصحاب عقدة التنظيم نفس افكار اربكان المحافظة والتي جعلته حزبا للخاصة منهم وليس حزبا شعبيا منتشرا ورفض اربكان بقوة بل واعلن الحرب علي رواد الفكر المستنير ورواد الفكر الاصلاحي والتغيير وكانوا متمثلين في عبدالله جول واردوغان مما اضطرهم بسبب تمسك اردوغان بالسلفية الفكرية لحزبه علي غرار فكر الاخوان المحافظ اضطروا ان يستقيلوا من حزب الفضيلة ويعلنوا حزب العدالة والتنمية والذي يحمل افكارهم المتقدمة والتي استجاب لها الشعب التركي سريعا وحمل الحزب الي سدة الحكم ..
فالاخوان هنا في مصر ولطبيعة افكارهم المحافظة وهي بلد المنشأ لن تقبل بأن تستوعب افكار حزب العدالة والتنمية بتاتا ..هل يقبل الاخوان هنا في مصر تغيير طريقتهم التقليدية والتي لن يتخلوا عنها ابدا مثل ان يعتبروا كل رجل وسياسي صالح وصاحب سيرة نظيفة وليس من الاخوان هل من الممكن ان يرشحوه علي قوائمهم ليمثلهم في البرلمان ؟؟؟!!...ام ان الاخوان لن يتنازلوا عن ترشيحهم لواحد تمرس داخل تنظيم الاخوان ولن يرشحوا فردا داخل تنظيم الاخوان الا بعد ان يحصل علي رتبة عامل المعروفة كدرجة عضوية داخل الاخوان ؟؟..هل يمكن ان ياتي يوما يعتبر حزب الاخوان ويستوعب النخب السياسية والتي لها سجلا نظيفا وحتي لوكانت لهم افكارهم السياسية الخاصة بهم تلك النماذج التي يزخر بها الشعب المصري ويقدمونهم مرشحين باسم الاخوان ...هل ممكن ان يحدث ذلك التغيير والتطوير من جانب السلفية الاخوانية التي تتمسك بأفكار وتقاليد مؤسس الاخوان بل وتعديلات قكر النظام الخاص المؤمن بفكر سيد قطب الذي رفضه فقهاء واخوان 48 مثل القرضاوي وعمر التلمساني وغيره من الكثيرين ؟؟؟
ان الاخوان الآن في مشكلة داخلية وتصريحاتهم حتي أمس ومنهم مايتداول الآن علي الفضائيات واليوتيوب وشبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك من فيديو لمحمود عزت في مؤتمر عام يتحدث بنفس الافكار القديمة والتي لاتناسب ابدا المرحلة الجديدة ومرحلة مابعد ثورة 25 يناير ويعني ايضا ان الاخوان لن يغيروا من افكارهم التي يطلبها المجتمع منهم ؟؟
وأذٌكر فقط بموقفهم من شباب الثورة وانفصالهم بموقف خاص بهم من التعديلات الدستورية التي طلبها حسني مبارك قبل الانهيار وتمسك بها الاخوان ودعوا الي الموافقة عليها وانفصلوا بموقفهم من التوافق مع شباب الثورة وكان افضل لهم سياسيا ان يكسبوا شباب الثورة وحالة المجتمع السائلة والتي تبحث عن قيادة وعن مرشد لهم في تلك المرحلة الخطيرة وبدلا من وقوف الاخوان مع روح الثورة ويكونوا قريبين من تبني مطالب شباب الثورة وقفوا ضدهم وتمسكوا بموقف سياسي سخيف لايعني سوي انهم قايضوا عليهم واعملوا صفقة تحت الترابيزة والثمن الذي كسبوه من موقفهم هذا لايعني سوي انهم خسروا سياسيا الكثير واثاروا القلق والخوف منهم من رجل الشارع ..ويعني ذلك ما قلته هنا سابقا ان غلطة الاخوان التاريخية انهم لم يفطنوا الي طبيعة وطباع وروح المصريين وهذا هو السبب في انفصال الشارع والمجتمع المصري عنهم فهم لم يحققوا طوال تاريخهم ثورة حقيقية لصالح الشعب المصري بل تعاملوا في كافة مواقفهم مع النظم المتعاقبة بروح المصلحة الخاصة للتنظيم وليس لمصالح الشعب ودائما هناك من يظهر ليسحب الشارع حوله ضدهم فقد استطاع عبدالناصر حينما نشأ الخلاف مع الاخوان استطاع بذكاء سحب الشارع حوله وكسب الجماهير ضدهم في معركته معهم ببساطة شعاراته والآن كان الشارع بعد ثورة 25 يناير في حالة سيولة وينتظر القائد وكان المفروض ان يبادر الاخوان من منطلق اجندة وبرنامج تتغير فيها افكارهم وانانيتهم التنظيمية ليتبنوا افكار شباب الثورة واماني شعب مصر ويحافظوا علي الروح الوطنية المصرية التي لم يفهمها الاخوان طوال تاريخهم لكنهم خسروا الثوار والشارع في حملة التعديلات الدستورية والآن لم يبادروا بحركة واسعة لحزبهم وبأفكار جديدة تقول للثوار وللشعب ( الحزب ده بتاعكوا انتوا تعالوا واشتركوا فيه واختاروا انتوا قياداته وبرنامجه وانا دوري كجماعة اخوان ان اساند هذاالحزب بكل امكانياتي ) لم يفعل الاخوان ذلك التغيير لاستيعاب حركة الشارع ويغيروا من مجمل افكارهم التقليدية وسبقهم الشارع الآن لانه يبحث عن منقذ له بعد ان رأي انهيار اكبر رأس في الدولة وانهيار نظام حتي ولوكان هشا لكنه كانوا يتعلقون به للحفاظ علي استقرار موهوم لم يفهم الاخوان دائما طبيعة الشعب المصري العظيم الذي ينظر للاخوان بريبة بسبب انكفائهم علي ذواتهم وكأن الاخوان في المجتمع المصري اشبه بجيتو منغلق خاص باعضائهم فلهم اسرارهم الخاصة حتي في الحياة العادية يروا الاخوان كأفراد لايلوذون الا ببعضهم ويتعصبون حتي لتجارهم واطبائهم وسبٌاكيهم وكل مهنهم ..رأي الشعب المصري ذلك ليتلقي الماسج بأن الاخوان هم طائفة خاصة بينهم وبين الشعب المصري حاجز نفسي كما كره الشعب المصري كعادته التي لم يقدرها الاخوان كره الشعب المصري للعنف والتشدد الديني الذي يستقي الهامه من خارج دائرة التدين المصري الوسطي والمعتدل ويكره الشعب المصري دائما العنف والبطش واستخدام القوة لتحقيق اهداف اي حركة سياسية او دينية فلم يلفظ ابدا الشعب المصري تصرفات وسلوكيات الجهاد والجماعة الاسلامية ومن قبل حركة الاخوان بممارساتها قبل وبعد ثورة 23 يوليو...الشعب المصري الذي يحب احمد عرابي ومصطفي كامل وسعد زغلول لانهم اصحاب همٌ وطني وثاروا من اجل الشعب المصري بطريقة سلمية ..
هل فهم الاسلاميون لماذا لايلتف حولهم الشعب المصري ؟؟
لقد سبق الشارع المصري الان الاخوان كما حدث في الجزائر سابقا حينما ضيع الاخوان فرصة حالة السيولة والنشاط السياسي والحركي حتي سبقهم الآخرون وسحبوابساط الشارع
الآن ظهرت احزاب جديدة تسحب الشارع مثل حزب المصريين الاحرار وغيره وسيظهر آخرون لان السياسة لا تعرف الانتظار ولا السكون بل هي لحظة يقتنصها من يريد ويفهم اللحظة والثانية التي يعيش فيها....
كتبه : محمد امام نويرة






















0 التعليقات
إرسال تعليق