مسرحية هزلية في وقت الجد والعمل ووقت الاستحقاقات التاريخية والتي تمهد لها الآن بعد ثورة شباب الفيس بوك في 25 يناير لتغيير وولادة وتأسيس جديد لجماعة الاخوان المسلمون ..ولكن يبدوا ان الاخوان مصًرين علي ان يكونوا "خارج نطاق الخدمة" ومصًرين علي التقوقع والتمسك بنفس الحيل والالعاب القديمة التي جعلتهم خارج السياق الزمني ...ان جماعة الاخوان بالفعل انتهت تاريخيا بمجرد وفاة الامام حسن البنا وكان يجب ان يتم التخلص من كل افكار البنا والبدأ في تأسيس جديد لجماعة الاخوان تتصالح فيه مع المجتمع والدولة المصرية العتيدة بكل تراثها وارثها والتي لاتقبل ابدا اي الدولة المصرية والمجتمع المصري العريق صاحب الوسطية الدينية والوطنية المصرية لايقبلوا ولم يقبلوا المنهج السلفي للاخوان والذي ارسي دعائمه الشيخ حسن البنا قاطعا طريق المراجعات الكبري والاصلاحات الدينية والتي بدأها الشيخ محمد عبده ثم بتشدد محدود تلميذه الشيخ محمد رشيد رضا والذي تتلمذ علي يديه الشيخ حسن البنا فجاء اكثر تشددا واعاد طريق المراجعات الكبري الي المربع رقم واحد واعاد التدين الوسطي المصري الي مربع السلفية التاريخية من اول الامام احمد بن حنبل وتلميذه ابن تيمية ثم محمد عبدالوهاب وهذا التدين الصحراوي والذي سماه الشيخ محمد الغزالي "الفقه البدوي" كان غريبا علي التربة المصرية ومرفوضا طوال تاريخ المصريين لان المصريين ابدعوا تدينا خاصا بهم ورفضوا طوال تاريخهم المدرسة المتشددة السلفية وقيل بحق عن التدين المصري انه شيعي الهوي وسني المذهب ولطالما استقبلوا اهل البيت ودافعوا عنهم ضد العنف الوارد ضدهم من الجزيرة العربية..
كان المفروض بعد انهيار جماعة الاخوان عند الصدام مع الدولة المصرية والدولة المصرية هنا ليست الحكومات المتعاقبة او الحكام ولكنها تلك التوليفة من الثقافة المصرية والمؤسسات الحاكمة والنظام الاجتماعي المصري كل تلك الروافد تعطي شكلا ونسقا خاصا للدولة المصرية يرتبط بوضعية الجغرافيا السياسية ..
سار المرشد الاول للاخوان بتلك الافكار التي ابدعها في التاسيس الاول لجماعة الاخوان حتي وصلت الي الفشل التاريخي والمأزق والصدام مع المجتمع والدولة حتي تم اعتقال الاخوان وقتل الشيخ حسن البنا نفسه في اواخر الاربعينات ثم لبث الاخوان طويلا حتي استقروا علي اختيار المرشد الثاني الشيخ حسن الهضيبي ولكن لم يتغير الاخوان ولم يغيروا افكارهم بل وتمسكوا بها حتي النظام الخاص وقبله التنظيم السري والذي كان سبب المصائب كلها في ان يتم الدفع بالعنف وادوات الصراع المسلح بلغة دينية وفتاوي كانت الهاما بعد ذلك لكل جماعات العنف التي ظهرت انسلاخا من تنظيم الاخوان وانشقاقا عنه واستلهاما لافكاره وحتي تنظيم القاعدة اليوم كل ذلك كانت ولادة تنظيماته علي يد الفكرة الجنونية التي دفعت بالامام البنا في خطأ تاريخي لايغتفر لاستنبات تنظيم خاص يعمل كجناح عسكري مسلح للجماعة سرعان ما انطلق ذاتيا بغير سيطرة ومارس العنف والقتل واودي بالجماعة التي كان يعلق عليها كثيرا من المصريين احلامهم في الخروج من المشكلات التي عمت المجتمع المصري ..
واستمر اعضاء النظام الخاص وحتي اليوم في السيطرة علي مقاليد التنظيم داخل الاخوان وحتي منصب مرشد الاخوان حاليا هو من باب الظهورات فقط له دورا اعلاميا ولكنه لا يستطيع اخذ قرارات مفصلية ويتم اختيار اعضاء في مجلس شوري الاخوان ومكتب الارشاد وفق حسابات تخص اعضاء النظام الخاص وتنظيمهم المعروف بتنظيم 65 يختارون اعضاء مكتب الارشاد ومجلس شوري الاخوان من شخصيات معروف عنها الولاء الكامل لهم ( الشرقية هي اكبر محافظة تنقاد لكل قيادات النظام الخاص سابقا وحاليا وبذلك كان سببا في تمثيلهم بأكبر عدد في مجلس الشورهم لضمان ولائهم ومنهم دكتور محمد مرسي ومحيي حامد وغيره ) بل ويعيشون علي صدقات وعطايا من بيدهم قرار التنظيم الخاص ويختارون بعناية علي الا يكونوا اصحاب عقول وفكر يؤهلهم في لحظة ما ان يستقلوا بآرائهم او مواقفهم بل ويراعي ان يكونوا مريدين واتباعا ولايملكون سوي الطاعة العمياء ويختاروا من الفقراء في اي موهبة او ثقافة بل ومن المحرومين من الوجاهة الاجتماعية والفكرية والثقافية حتي يكون المنصب اكبر من مستواهم وهكذا تم اختيار د محمد مرسي كرئيس للحزب المزمع التقدم به للجنة الاحزاب باسم حزب العدالة والحرية وكذلك معه سعد الكتاتني وتم ابعاد شخصيات في حجم عصام العريان او دكتور عبدالمنعم ابوالفتوح لانهم من الممكن ان يؤثروا ويكونوا اتباعا لهم من اعضاء وشباب الاخوان ويستطيعوا ان يكونوا اصحاب رأس تفكر وتناقش ولهم حضور نوعا ما اعلاميا وسياسيا مما يخشي ان ينقاد لهم اعضاء الاخوان من الشباب ومن الاصلاحيين وبسب الضغط الاعلامي والسياسي بعد الثورة ومطالبات المفكرين والنخبة للاخوان بالتحول بعد الثورة الي العمل العلني والقانوني وتشكيل حزب وحتي يمر هذا المأزق الذي من الممكن ان يتورطوا فيه وان يكون ورطة لاعضاء النظام الخاص (اسم الدلع قسم التربية) قرروا ان يمثلوا علي المجتمع المصري بتمثيلية التغيير وتنفيذ مطالبات المجتمع السياسي والنخبة لهم فيشكلون حزبا هو في نفس الوقت مجرد واجهة لنفس تنظيم الاخوان برتوش بسيطة ومكياج خفيف ولايقعوا في غلطة ايجاد تنظيم آخر لشباب الاخوان تحت مسمي حزب يضعوا لهم قيادة لها رؤية ومشروع سياسي وتلقي قبولا اعلاميا من الخارج والداخل الاخواني ومن هنا تنشأ رأس اخري للاخوان وهذا ما يخشي منه اعضاء التنظيم الخاص من ان تفلت الامور من ايديهم ..
وهكذا نري بام اعيننا تمثيلية او مسرحية المفروض انها الان تدار علي مسرح المقطم يقوم ببطولتها الدكتور محمود عزت واتباع تنظيمه الخاص وقسم التربية ووضعوا كومبارس دربوهم علي ذلك التمثيل منهم الكومبارس الفاشل د. محمد مرسي والذي لايملك اي حضور ثقافي او سياسي وكانت تجربته هو وسعد الكتاتني ( وبالذات في عضوية مجلس الشعب ) من اسوأ ما مر علي الاخوان شخصيات لاتجيد سوي السمع والطاعة ( خطوة تنظيم صف جندي او امباشي ) داخل التنظيم هذا اقصي رتبته وينبهرون امام اضواء الفلاشات والمصورين من وضع لم يحلموا يوما بأن يكونوا فيه ..
هل تغير الاخوان بعد ثورة 25 يناير ؟؟
لا لم يتغيروا وقد راهنت هنا في تلك المدونة ان الاخوان لن يغيروا افكارهم التنظيمية او السياسية ولن يتخلوا عن "زبدة التنظيم " من اجل عيون المشروع السياسي الاسلامي الذي لن ينجح بدون التخلي عن افكار التنظيم المغلق وكما حدث ذلك التحول في فكر الحركة الاسلامية التركية ..والذين منهم تمسكوا بافكار الاخوان القديمة مثل اربكان فشل وانزوي نجمه وانسحب من الاضواء هو واتباعه وهذا هو الذي سيحدث لاتباع التنظيم الخاص وانصار التنظيم المغلق في الاخوان سيتجاوزهم الزمن وستتجاوزهم كل تلك التطورات الحادثة الآن بسرعة في بنية المجتمع المصري وسينشق كثيرا من شباب الاخوان ومن الاصلاحيين وستظهر حركات واحزاب اخري جديدة وسيجد الاخوان انفسهم مجرد متحف تاريخي يضم كل الجثث المحنطة والموميات للفرجة فقط هذاهو حكم التاريخ عليهم فتاريخيا اندثرت واختفت الديناصورات رغم انها كان ضخمة الحجم لانها لم تتكيف بيولوجيا مع التطورات والتغيرات المناخية والطبيعية ولم تستطع التأقلم مع التغيرات الحادثة في الكون رغم ضخامة حجمها !!
وقلبي مع د محمد مرسي والكتاتني وسعد الحسيني في التدرب علي البروفات المسرحية القادمة فالمسرحية اكبر من قدراتهم ومواهبهم المحدودة ولكنني ساضحك مقدما لهم وعليهم ...
ولا عزاء لشباب واصلاحيي الاخوان !!
كتبه محمد امام نويرة





















0 التعليقات
إرسال تعليق