| 0 التعليقات ]

وكما قتلت امريكا المقاتل والمناضل شي جيفارا في احراش بوليفيا سنة 1967 فأصبح حيا مخلدا في أحلام وعقول وقلوب كل المناضلين والمقاتلين من أجل قضية المقهورين في هذا العالم ..بنفس السيناريوا ( في ظروف غامضة ) قتلت الشيخ أسامة بن لادن في باكستان اليوم وكما اعلنت اخذت جثته والقت بها في البحر ليصبح في ذاكرة المقهورين في العالم رمزا لايمحي مع الزمن ..فهل قتلت ايضا قضية الشيخ اسامة بن لادن والتي زادها قتله واستشهاده حياة ابدية لاتمحي مع الزمن ..
ومع أننا هنا في تلك المدونة هاجمنا بضراوة اسلوب الشيخ اسامة بن لادن وقتله المدنيين العزل سواء من الامريكيين او اي جنسية أخري وسواء من المسلمين في باكستان والعراق والصومال وفي كل بلدان العالم الاسلامي حيث توجهت اداة القتل من اتباع اسامة بن لادن والقاعدة الي المسلمين الابرياء ومعهم كل الجنسيات الاجنبية من المدنيين حيث تم قتلهم في خسة ونذالة منقطعة النظير بلا اي سند سوي التوظيف الديني الذي لا يقبله مسلم ولا عاقل ومما ساهم بقوة وخصوصا بعد احداث سبتمبر في عمليات الهجوم علي برج التجارة العالمي كل ذلك اساء للدين الاسلامي العظيم واساء للمسلمين هنا وفي الغرب الذي احتضن المهاجرين من المسلمين الفارين من قسوة وظلم حكام بلادهم فاستقبلهم الغرب واحتضنهم واعطاهم في منظومة قانونية عادلة لم يعرف لها التاريخ مثيلا اعطاهم نفس حقوق المواطنين الاصليين واعطتهم الجنسية الاصلية بكافة حقوقها.. فأذ بهؤلاء يفاجأون بطلائع القاعدة تقتل بعمليات انتحارية المدنيين العزل في نذالة وحقارة لم تعرف البشريه مثلها الا من اسرائيل والمهاجرين الامريكيين ضد الهنود الحمر اهل الوطن الاصليين ..
 قتل بن لادن فهل قتلت قضية القهر الامريكي والظلم وسلب ثروات المسلمين لصالح المواطن الامريكي وليذهب فقراء المسلمين الي الجحيم من وجهة نظر امريكا التي تحالفت مع الحكام المستبدين والطغاة لسرقة ثروات بلاد المسلمين من البترول وغيره والمكافأة مساندة امريكا لكل الطغاة والقتلة من الوحوش البشرية والذين حكموا ومازالوا يحكموننا وحتي بزوع فجر الثورات الشعبية العربية من اول ثورة الياسمين في تونس وقف الغرب كله بقيادة امريكا موقف المساند لبن علي ثم مبارك حتي في آخر لحظة قبل انهيارهم والآن تمارس امريكا ومعها الغرب اللعبة القذرة في ليبيا فتدعي التدخل ضد القذافي وتأييد وحماية الثورة الليبية ولكنها تساوم الاطراف علي كعكة البترول الليبي وتساعد علي تطويل امد الحسم لكي تلاعب الجميع حتي تطمأن علي ابتلاع البترول الليبي وهي لا ترفض وتحارب القذافي انتصارا لقضية الثوار لكنها تلاعبه كما يلاعب القط الفأر وتؤخر امد حسم الثورةحتي تضمن علي الارض حصولها علي نصيب الاسد في الكعكة الليبية وبذلك حولت امريكا الثورة الليبية السلمية الي حرب أهلية لضمان تلاعبها علي الارض وسلبها لثروات ليبيا ..
هل تنسي امريكا وينسي الغرب انهم السبب الرئيسي في دعم الحكام الطغاة القتلة والذين قتلوا شعوبهم وسرقوا امواله وافادوا الغرب وامريكا وسهلوا لهم سرقة ثروات بلادنا ومن قبل احتلوا بلادنا قرونا حتي اتوا عل الحامض والحليب وجعلوا بلادنا من اكثر بلاد العالم تخلفا وفقر بلا اي تنمية حقيقية تمت علي كل المستويات وهل ننسي قضاؤهم علي كل مشاريع التنمية الكبري   والتي اقامها  محمد علي ثم عبدالناصر وغيره وهل ننسي ان الغرب ساعد اسرائيل علي احتلال بلادنا والتسبب في حروب دمرت البنية الاساسية لبلادنا واستنزفت ثرواتنا واخرت كل وسائل التنمية الاقتصادية والعلمية ..
ثم بعد كل ذلك هل رد الغرب وامريكا جزءا مما سرقوه وعالجوا جزءا مما تسببوا فيه في ذلك التخلف في كل الميادين مثلما فعل الغرب وامريكا من مساندة اسرائيل ومن مساندة عاجلة لكل دول الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي ..ساند الغرب تلك الدول المستقلة عن حلف وارسوا اقتصاديا وسياسيا بمناصرة مشاريع الديمقراطية ..رغم ان امريكا والغرب لم يستفد من تلك الدول كما استفاد من سرقة ثروات بلادنا وتمكين حكام عملاء لهم حاربوا شعوبهم بقوة ..
ثم اخترعت امريكا الحرب علي الارهاب مع انها هي التي انبتت بن لادن والقاعدة وكل المجاهدين العرب في المختبر الامريكي في افغانستان للدفع بهم في حربها مع الاتحاد السوفييتي المنهار وتعاونت المخابرات الامريكية علي ارض افغانستان مع كل فصائل المجاهدين وامدتهم بالاموال والسلاح لكي تحقق مصالحها في القضاء علي الاتحاد السوفييتي والآن كما تعودنا من المخابرات الامريكية اذا ما تم الانتهاء من المهمة يتم الاستغناء علي رجالها المفضلين باطلاق رصاصة الرحمة عليهم في نهاية مأساوية لايعلم احد اسرارها مثلما فعلت مع رجلها صدام حسين والقذافي والان مع بن لادن ان هؤلاء من انتاج المختبر الامريكي في افغانستان يتم رعايتهم وصنعهم باقتدار لتنفيذ المخططات الجهنمية لتحقيق المصالح الكونية لامريكا ثم يتم التخلص منهم ..
وهل امريكا لاتعلم مكان بن لادن في باكستان ؟؟ ان امريكا كانت تتابع رجلها بن لادن وبرعايتها وبتنسيق امني مع المخابرات الباكستانية تم تسكينة في هذا المسكن حتي تأتي اللحظة المناسبة سياسيا وامنيا للتخلص من رجلها ..ان بن لادن مات عمليا بعد عمليات تورا بورا ولم تعد له سيطرة ميدانية علي اي فصائل للقاعدة بل اصبح شيخا مسنا هو وايمن الظواهري مطاردا وكل همه الفرار من مكان الي مكان فقد انتهي تأثير الرجل واصبح مجرد رمز بلاتأثير علي الارض وبرعاية امريكية وبدعم لوجستي يتم وضعه في اماكن اختاروها بمعرفتهم حتي يتم السيطرة علي خيوط تنظيم القاعدة وبدلا من ترك التنظيم بلا رأس فلا يستطيعون معرفة افكاره واتجاهاته وهذا هو الاهم من التخلص من شيخ طعن في السن ولم يعد يملك اي قدرة ميدانية الاهم هو معرفة تنظيمات القاعدة المنتشرة في كل مكان وبدلا من قتل الشيخ بن لادن وفي غيابه يتم اختيار قيادات بديلة لخلايا القاعدة المنتشرة في كل مكان فتنقطع الصلة المعلوماتية والمخابراتية فلذلك  يترك بن لادن حيا وتحت السيطرة حتي يتم الاستفادة من وجوده ثم في الوقت المناسب يتم التخلص منه في تمثيلية دراماتية ومأساوية لينسدل الستار عن قصة غريبة ومجهولة لايستطيع احد كشف استارها ولا معرفة اسراراها فحتي الآن لم يعرف احد مالذي تم في الشهور الاخيرة في حياة صدام حسين وهل من المعقول ان المخابرات الامريكية لم تعلم بمكان هروبه من البداية انها هي التي نظمت عملية اختفاؤه حتي حين وحتي يتم التخلص منه في الوقت المناسب ليموت صدام وتموت معه اسرارا خطيره عن عمالته لامريكا وتنفيذه مخططاتها ومازالت امريكا تخدعه بالحفاظ عليه حتي يتم التخلص منه في وقت معلوم وتموت معه اسرار كثيرة وكذلك بن لادن الرجل الذي تعاون في بداية حياته مع المخابرات الامريكية ونفذ مخططاتها وامريكا هي التي دفعته لاستخدام السلاح ومكنته هو ورجاله حتي تم الاستغناء عن خدماته فينقلب السحر علي الساحر لانها لعبة امريكية في الاساس والتعاون الامني بين المخابرات الامريكية والباكستانية معروف وتنازلات الباكستانيين للامريكيين معروف في ظل صراعها التاريخي مع الهند وتقديم التنازلات لامريكا بابتزاز امريكي قذر بلعبة التخويف بالهندعدوة باكستان اللدود ومعلوم ان جماعة طالبان أن التي انشأتها هي المخابرات الباكستانية وهل يعقل ان يتم ذلك بدون تنسيق امني مع المخابرات الامريكية ( سيناريوهات هوليود السياسية )..
واذا استطاعت امريكا الآن ان تسدل الستار علي قضية بن لادن الشخص لكنها لن تستطيع ان تنزل الستارعن نسيان  جرائمها في حق الشعوب الاسلامية ومعهاالغرب وهي قضية لم تزل مطروحة بقوة وسط ركام الزبالة في حواري العشوائيات التي تضج بالفقراء ضحايا الاستعمار الغربي وضحايا الحكام العملاء من اول باكستان وافغانستان وحتي المغرب كل هذا الحزام يضج بالشكوي والالم والفقر والضياع بسبب سياسات الغرب وامريكا فهل سيغلق ملف راغبي الانتحار قتلا لغيرهم وهل سينتهي العداء للغرب وامريكا .؟؟!!
ان بن لادن وتنظيم القاعدة وكل الحركات المسلحة اضمحلت بعد ربيع الثورات الشعبية وحتي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب اعلن تأييده لتلك الثورات وسقط مبرر الحرب علي الارهاب الذي دشنت حملته امريكا والغرب بالتعاون مع حكام المسلمين وظهر جليا في بدايات تلك الثورات مساندة الغرب وامريكا لبن علي ثم مبارك حتي آخر لحظة وظهر في تلك الثورات انحسار تأثير التيارات الاسلامية علي تلك الثورات مما اظهر وضعا غير الذي كانت تردده امريكا والغرب وحام العرب من اثارة الفزع من التيارات الاسلامية وانها تملك الشارع وستصل للحكم وظهر فشل تلك الرؤية في واقع الثورات العربية ..
وماذا بعد موت بن لادن ؟؟
اذا كانت امريكا والغرب جادين في مقاومة الارهاب فليعالجوا اسبابه وهو ذلك الفقر المدقع في بلادنا ومشاكل التخلف التي تنوء بها التربة الاسلامية عن التحمل وليرجعوا جزءا مما سرقوه من تلك الشعوب لينفقوه علي التنمية والتعليم في بلادنا وليسلموا اموال الحكام التي سرقوها الي الشعوب ولينهوا قضية فلسطين بحل عادل وينسحبوا من كل الارض الاسلامية ويتعاونوا مع الشعوب في عقد جديد يقر باحترام كامل بين الطرفين والاقرار بالديمقراطية والتغيير السلمي وتداول السلطة ومحاربة الديكتاتورية ..
هل اذن قتلت قضية بن لادن ..؟؟!!
كتبه : محمد امام نويرة

0 التعليقات

إرسال تعليق